وضعت القوات الامنية العراقية في حال «انذار شديد» استعدادا لاحياء مئات الآلاف من الشيعة اليوم الثلاثاء ذكرى عاشوراء، لا سيما في بغداد وكربلاء، تحسبا لهجمات قد ينفذها تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي اقدم على قتل المزيد من أبناء عشيرة البونمر السنية في غرب البلاد.
وتسعى السلطات التي نشرت عشرات الآلاف من عناصر الامن، الى الحؤول دون تكرار الهجمات التي استهدفت الشيعة في الاعوام الماضية. وتحدى التنظيم هذه الخطط بتبنيه تبنى تفجير سيارتين مفخختين الاحد، ما ادى الى مقتل 18 شخصا على الاقل.
في محافظة الانبار (غرب)، افاد احد زعماء عشيرة البونمر السنية الاثنين، ان التنظيم قتل 36 شخصا من ابنائها الاحد، في احدث عمليات القتل الجماعي التي اودت بالمئات منهم خلال ايام على يد «الدولة الاسلامية».
ولا يزال الغموض يكتنف مصير المئات على الأقل من ابناء البونمر الذين خطفوا او فقدوا بعد سيطرة التنظيم المتطرف على بلدة هيت في الانبار الشهر الماضي، اثر معارك مع العشيرة والقوات العراقية.
وقال الشيخ نعيم الكعود ان «داعش (وهو الاسم الذي يعرف به التنظيم) قام بإعدام 36 شخصا بينهم اربع نساء وثلاثة اطفال، امس الاحد».
واكد العقيد شعبان العبيدي ان «داعش اعدم خمسين شابا امس (من البونمر) بعد محاكمتهم بصورة جماعية في هيت».
واكد الكعود وجود «اكثر من ألف شخص (من ابناء العشيرة) لا نعرف عنهم اي شيء حاليا»، متخوفا من ان يلقوا المصير نفسه «لانهم (الدولة الاسلامية) اصدروا فتوى بإعدام حتى الطفل الرضيع من عشيرة البونمر».
وقام التنظيم خلال الأيام العشرة الماضية على الأقل، بقتل المئات من أبناء هذه العشيرة، الا ان الارقام حول عدد هؤلاء تباينت بحسب المصادر. ومع عمليات القتل الجديدة، بات هذا الرقم يراوح بين 250 فردا من العشيرة كحد ادنى بينهم نساء واطفال، واكثر من 400 كحد أقصى.
وتعد العشائر السنية جزءا اساسيا من القتال ضد «الدولة الاسلامية»، وقد حمل بعضها السلاح ضد التنظيم في مناطق يسيطر عليها، او قاتلته الى جانب القوات الحكومية في مناطق اخرى للحؤول دون سيطرته عليها.
ووسع التنظيم مؤخرا مناطق سيطرته في محافظة الانبار الحدودية مع سوريا والاردن والسعودية، والممتدة من حدود هذه الدول الى اطراف بغداد.
وقال عقيد في الشرطة ان القوات الأمنية في العاصمة العراقية «في حالة انذار شديد» استعدادا لاحياء مراسم عاشوراء، مشيرا الى اغلاق طرق فيها وتحليق الطيران المروحي في اجوائها. كما ينفذ «انتشار امني كثيف» من بغداد الى كربلاء (110 كلم جنوب).
ويحيي الشيعة اليوم الثلاثاء بمسيرات كبيرة ذكرى عاشوراء ومقتل الامام الحسين "ع"، في بغداد وكربلاء حيث مرقده.
واستقبلت كربلاء خلال الأيام الماضية «مئات آلاف الزوار العراقيين (…) اضافة الى 65 الف زائر عربي واجنبي من عشرين دولة»، بحسب النائب الاول لمحافظة كربلاء جاسم الفتلاوي.
وبحسب مسؤولين عسكريين وامنيين، نشرت القوات العراقية اكثر من 26 الف عنصر داخل كربلاء وعلى الطرق المؤدية اليها. وتستخدم نقاط التفتيش التابعة للشرطة عند مداخلها، سيارات مجهزة بأجهزة لكشف المتفجرات وكلاب بوليسية، اضافة الى 1500 شرطية لتفتيش النساء.
وقتل المئات من الشيعة في الاعوام الماضية بسلسلة تفجيرات استهدفت مواكب عاشوراء، في هجمات بعضها انتحاري يرجح ان متطرفين نفذوها.
وفي تحد للاحتياطات الامنية، تبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» تفجيرين نفذا الاحد، قائلا في بيان انه «كسر كل خطط الحكومة (…) في اعظم مواسمهم الكفرية».
اضاف «تمكن أبطال الاسلام من ادخال سيارتين مفخختين»، حيث تم تفجير الاولى «في منطقة السعدون (وسط بغداد)، ثم تفجير السيارة الثانية (…) في مدينة الصدر» ذات الغالبية الشيعية في شمال شرق العاصمة.
واستهدف تفجير ثالث الاحد خيمة عزاء في جنوب غرب بغداد، اودى بحياة 13 شخصا على الاقل. الا ان بيان «الدولة الاسلامية» لم يتطرق اليه.
والاثنين، افاد عقيد في الشرطة عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في تفجير عبوة ناسفة استهدف خيمة عزاء في النهروان بجنوب شرق بغداد.
ويسيطر التنظيم منذ حزيران/يونيو على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، اضافة الى مناطق في شمال سوريا وشرقها. ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية ضد التنظيم في البلدين.
إرسال تعليق