بينما فضلت كتلة الأحرار، بقاء إبراهيم الجعفري رئيسا للتحالف الوطني، معتقدة أن تغييره قد "يعرقل" المشهد السياسي، رحبت كتلة المواطن باختيار رئاسة جديدة لانشغال الرئيس القديم (الجعفري) بمهام وزارة الخارجية وأسفار كثيرة، كما رأى ائتلاف دولة القانون أن الموضوع "لا بد أن يحسم"، وأن عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى هو "الأوفر حظاً" لتولي هذا المنصب، فضلا عن نقاشات حول من سيخلف نوري المالكي في قيادة ائتلاف دولة القانون.
وقال أمير الكناني، القيادي في كتلة الأحرار لـ(المدى برس)، إن "الهيئة السياسية للتحالف الوطني سبق أن صوتت على استمرار النظام الداخلي للتحالف واستمرار هيئة رئاسته الحالية في عملها لحين انتخاب رئيس جديد"، عاداً انه "لا مصلحة في تغيير تلك الرئاسة لأن التمثيل فيها متكامل".
وأضاف الكناني أن "أغلب مكونات التحالف الوطني غير داعمة للتغيير، بما في ذلك كتلة حيدر العبادي، رئيس الحكومة، لذلك فإن رئاسة التحالف ستبقى على حالها، معتبراً أنه "لا توجد حكمة في التغيير، بل على العكس قد يؤدي إلى عرقلة المشهد السياسي".
من جهته، قال عبد الحسين معلاك، النائب عن ائتلاف دولة القانون، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الانتخابات وتداعيات تشكيل الحكومة أدت إلى تصدع التحالف الوطني"، مشيراً إلى أن "التحالف كان مهشماً قبل الانتخابات".
وأوضح معلاك أن "مكونات التحالف الوطني أرادت أن تضع نظاماً داخلياً وتركيب نظام داخلي جديد يحول التحالف إلى مؤسسة"، مستدركاً "لكن موضوع تشكيل الحكومة وما شابه من ملابسات حال دون ذلك".
وذكر النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن "أولويات جديدة ظهرت توجب التصدي لها قبل اختيار رئيس للتحالف الوطني، منها اختيار رئيس لائتلاف دولة القانون، لأن رئيسه السابق، نوري المالكي، أصبح نائباً لرئيس الجمهورية وبات غير متفرغ له، وقد تم قبل مدة اختيار هادي العامري رئيس كتلة بدر، لذلك المنصب، لكن الموضوع تأجل".وتابع معلاك أن هنالك "اختلافات في وجهات النظر بشأن رئاسة التحالف الوطني"، مستطرداً أن "إبراهيم الجعفري، الرئيس السابق للتحالف، يرغب في الاستمرار بمنصبه، وهناك شخصيات أخرى مطروحة مثل علي الأديب وعمار الحكيم، لكن الأمر لم يحسم وما يزال في طور البحث بين أطراف التحالف الوطني".
وخلص النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن "رئاسة التحالف الوطني لا بد أن تحسم"، عاداً أن "زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، هو الأوفر حظاً لتولي رئاسة التحالف الوطني برغم إمكانية تغير هذه المعادلة لصالح طرف آخر".
إلى ذلك، قال فرات التميمي، عضو المجلس الأعلى الإسلامي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "كتلة المواطن التابعة للمجلس، تريد تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة، تتخذ فيها القرارات الاستراتيجية المهمة، كبرنامج الحكومة ورؤيتها المستقبلة، بالتالي لا بد أن تكون رئاسته جامعة لمكوناته كلها".
وتوقع التميمي أن "يتم الاتفاق على رئاسة التحالف الوطني لأن الجعفري أصبح على رأس وزارة مهمة، هي الخارجية، وحجم مسؤولياته كبير، لا يتيح له ممارسة المسؤوليات الجسيمة للتحالف الوطني، كوثيقة الاتفاق السياسي، التي ينبغي الاتفاق عليها داخله، أو فرصة عقد اجتماعات متكررة وعاجلة للخروج برأي موحد بتلك الأمور"، مؤكداً أن تلك "الرؤية حاضرة أمام أطراف التحالف الوطني".
إرسال تعليق