شددت وجددت المرجعية الدينية العليا الجمعة، على دعواتها لتطهير كافة مؤسسات الدولة من الفاسدين، معتبرة ان اغلب مآسي البلاد هي نتيجة الفساد المالي والاداري، كما ورأت أن بعض ممارسات المقاتلين في مناطق القتال لا تمثل النهج العام، فيما دعت الى الابتعاد عن لغة التعميم باتهام اصناف المقاتلين.
وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 5/صفر/1436هـ الموافق 28/11/2014 م ومن خلال الامر الاول من الخطبة مانصه "في الوقت الذي نحيي فيه قواتنا المسلحة التي تساندها افواج المتطوعين والعشائر وكذلك قوات البيشمركة على الانتصارات الرائعة التي حققتها في تحرير معظم مدينة بيجي وفك الحصار عن المصفى (الذي يستحق مقاتلوه الشجعان الصامدون كل تكريم وتبجيل) وكذلك تحرير مدينة جلولاء والسعدية وصمود القوات الامنية والعشائر في محافظة الانبار في صد هجمات داعش على مدينة الرمادي نود ان نبين ما يلي:
1- ان التلاحم الوطني الذي عبرت عنه صنوف المقاتلين من الجيش وقوات الحشد الشعبي والعشائر وقوات البيشمركة – وهم يمثلون مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي- كان وراءه هو الشعور العالي للجميع بالمسؤولية الوطنية، فوقفوا بأجمعهم صفاً واحداً في القتال حماية لبلدهم العراق وحماية مقدساته وارواح واعراض مواطنيه، ان تلك الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا هؤلاء الابطال وما اتصفوا به من الارادة الصلبة والعزيمة الراسخة والشجاعة الفائقة والاستبسال الكامل للدفاع عن شعبهم وما امتازوا به من اخلاص في نواياهم وحب لبلدهم مما دفعهم الى التضحية بنفوسهم – وهي اغلى ما عندهم- دون ان يفكروا بمكاسب شخصية من مال او منصب او غيرذلك.
2- ان الانتصارات بملاحظة الاسباب المذكورة الموصلة اليها تعطي دروساً كبيرة للكتل السياسية والاحزاب وقادة البلد الذين يمسكون بزمام الامور فقد آن الاوان لسياسينا ولكل من يعمل في مؤسسات الدولة من مختلف صنوف الموظفين وغيرهم ان يتعلموا الدروس والعبر من هذه الانتصارات ومن بطولات هؤلاء المقاتلين ويجعلوهم قدوة ونبراساً لهم – وهم امثلة حيّة مجسدة على ارض الواقع وليست قصص تقرأ وقد سطرت في بطون الكتب- فان الخروج من الوضع المأساوي الراهن للبلد وتحقيق طموحات ابنائه في الاستقرار والامن والازدهار يتطلب تجسيد مواقف هؤلاء الابطال في ساحات القتال مع الارهاب الداعشي على مستوى الاداء السياسي والاداري والمالي والاقتصادي والخدمي – فحينما يتوفر الاخلاص للوطن وصفاء الضمير ونزاهة اليد وحب الخدمة والترفع عن الامتيازات الشخصية والحزبية ويشعر الجميع بأنهم مسؤولون مسؤولية وطنية واحدة امام بلدهم وشعبهم فإننا حتماً سننتصر في كل الميادين الخدمية والاقتصادية والادارية والمالية وغيرها..
3- اننا مسؤولون جميعاً ابتداءً من اعضاء الحكومة ومجلس النواب ثم الاحزاب والقوى السياسية والجهات الدينية والاعلامية والثقافية وغيرها.. مسؤولون عن الحفاظ على زخم هذه الانتصارات وذلك بإدامة الدعم المعنوي – خاصة- لهؤلاء المقاتلين جميعاً سواء كانوا من القوات المسلحة او المتطوعين او العشائر او البيشمركة.. وتعزيز الدعم اللوجستي لهم بالسلاح والعتاد..
واكد الشيخ الكربلائي خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرته وكالة نون الخبرية على ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم في اتهام اصناف من المقاتلين بممارسات غير مقبولة في مناطق القتال، فان تلك الممارسات لا تمثل النهج العام لهم بكل تأكيد بل ان معظمهم انما دفعهم حبهم للوطن ومقدساته للتضحية بأنفسهم وتعريض عوائلهم للمعاناة من دون الطمع في شيء من حطام الدنيا.. ويتمثل الحل الصحيح – قبل ان تتفاقم المشكلة – في مزيد من التوجيه والنصح من جهة، واتخاذ الاجراءات المناسبة من قبل الجهات المختصة لمعالجة الخروقات من جهة اخرى – وقد اكدنا سابقاً على الجميع حرمة التعرض لأي مواطن بريء في دمه او ماله او عرضه مهما كان انتماؤه الديني او المذهبي او المناطقي وعلى ضرورة الحفاظ على اموال المواطنين في المناطق التي يجري فيها القتال وعدم التعرض لها ابداً.
4- اننا نؤكد مرة اخرى على اهمية تطهير مؤسسات الدولة الامنية والمدنية من الفاسدين حتى وان كانوا في مواقع مهمة في هذه المؤسسات وعلى المسؤولين المعنيين بذلك ان لا تأخذهم في الحق لومة لائم خصوصاً بعد ما اتضح للجميع ان اغلب المآسي التي يمر بها العراق انما تعود في سببها الاساس الى استشراء الفساد بصورة كبيرة والذي بات معروفاً بكثير من تفاصيله للقاصي والداني..
واضاف "اننا بحاجة الى تعاون الجميع خصوصاً الكتل السياسية في ايقاف هذه الآفة الخطيرة ووضع حد لبعض الاجراءات التي تأخذ طابع الفساد المقنن خصوصاً في الرواتب والامتيازات والتعيينات بعناوين لا مبرر لها الا ارضاء احزاب او كتل سياسية او قادة سياسيين او محسوبين على هذا الحزب او ذلك – وترشيد النفقات خصوصاً في المجالات التي لا ضرورة لها في الوقت الحاضر.
ومن خلال الامر الثاني من الخطبة اوضح ممثل المرجعية العليا مانصه "مع اقتراب ايام زيارة الاربعين وتوافد الملايين من محبي الامام الحسين (عليه السلام) لأداء مراسم الزيارة نود التأكيد على ما يلي:
1- تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية لحماية الزائرين وعدم التذمر والسخط بسبب ذلك ولكن في نفس الوقت نأمل من الاخوة في الاجهزة الامنية الذين نقدر عالياً جهودهم ان يتفهموا ان الزائرين – وهم بالملايين – قد قطعوا مئات الكيلومترات سيراً على الاقدام للوصول لمرقد سيد الشهداء (عليه السلام) فهم بحاجة الى الكلمة الطيبة والتعامل الحسن وتخفيف الاجراءات الامنية المرهقة لهم – مهما امكن ذلك- خصوصاً قطع الطرقات من مسافات بعيدة فان ذلك يخلق مشاكل كبيرة ولا سيما لكبار السن من الزائرين والمعاقين والنساء والمرضى..
2- واوصى الكربلائي الاخوة في المطارات والحدود تسهيل اجراءات الدخول للزائرين غير العراقيين من اجل اعطاء الفرصة لأكبر عدد منهم لتحقيق امنيتهم التي قطعوا الالاف الكيلومترات من اجلها الا وهي زيارة سيد الشهداء (عليه السلام).
2- يشتكي الكثير من الزوار الوافدين ان بعض اصحاب الفنادق يرفعون الاسعار في موسم الزيارة بمقدار فاحش، وهذا أقل ما يقال عنه انه امر غير لائق ولا سيما بمن هم في جوار ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) وفي مناسبة دينية يفترض بالمؤمن ان يسهل فيها لأخيه الزائر اموره ويرعاه بما يتيسر له.مشيرا الى ان اخلاق الاسلام والمروة الاسلامية والانسانية تأبى ذلك – فلا نجعل من انفسنا مصداقا لقول الامام (عليه السلام) الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فانه محصوا بالبلاء قل الديانون.
واما من خلال الامر الثالث لخطبة الجمعة فقد اوضح ممثل المرجعية العليا ما نصه "يشتكي الكثير من المواطنين من اطلاق العيارات النارية عند تشييع جنائز الشهداء – تغمدهم الله برحمته الواسعة واسكنهم فسيح جناته-.مشيرا الى اننا في الوقت الذي نقدر عالياً تضحيات هؤلاء الشهداء الكرام ونواسي عوائلهم ونعزيهم فإننا نرجوا من اهاليهم وعشائرهم ان يتركوا هذه العادة غير الصحيحة ولاسيما مع تسبب الاطلاق العشوائي في اصابة الكثير من المواطنين الابرياء واداء ذلك الى وفاة بعضهم وإعاقة البعض الآخر اضافة الى الهدر في المال.
إرسال تعليق