أكد كتاب صدر حديثا في الولايات المتحدة، أن تنظيم "داعش" الإرهابي حاول الاستفادة من الأخطاء السابقة للحركات الإرهابية من اجل إنشاء قاعدة منيعة داخل العراق وسوريا، لافتا الى أن معظم صناع القرار في التنظيم كانوا من البعثيين وجمعوا بين عنف النظام الصدامي وما يسمى بالجهاد لدى المتطرفين، فيما أوضح أن التنظيم فيه ست فئات وهم القياديون المتطرفون الذين يهيمنون على المناصب العليا فيه.
وذكر موقع وكالة ( فرانس برس ) في تقرير ،إن "كتابا صدر مؤخرا في أمريكا بعنوان، (داعش داخل جيش الإرهاب)، يوضح أن التنظيم الإرهابي حاول الاستفادة من الأخطاء السابقة للحركات الإرهابية من اجل إنشاء قاعدة شبه منيعة من الدعم داخل العراق وسوريا". ونقل التقرير عن احد مؤلفي الكتاب وهو الصحفي السوري حسن حسن، قوله "من المهم أن نفهم أن بعض المعتقدات الدينية لدى التنظيم هي من الأمور المشتركة على نطاق واسع"، موضحا أن "التنظيم يحاول أن يظهر نفسه على أنه حركة مرعبة ويتحدثون عن نهاية العالم وعن عودة الخلافة وهيمنتها على العالم".
وتابع، أن "هذه المعتقدات ليست هامشية ، فهي تيار سائد ويتم التبشير بها عبر الجوامع، وخصوصا في الشرق الأوسط"، مشيرا الى أن " داعش يحاول اخذ هذه المعتقدات وجعلها أكثر جاذبية من خلال تقديم مشروع لما يحدث الآن". وتابع حسن، أن "المجندين الجدد يتم أخذهم لتلقي تدريبات عسكرية وسياسية ودينية كما يتم تدريبهم أيضا على مكافحة التجسس لتجنب عمليات الاختراق، كما يستخدم شرعيو التنظيم نصوصا دينية ومقولات لرجال الدين لإضفاء مبررات دينية على العنف الذي يرتكبونه". وأشار حسن الى أن "هناك ست فئات موجودة في التنظيم، وهم القياديون المتطرفون الذين يهيمنون على المناصب العليا وتحويل المجاميع نحو التطرف، والفئة الأخرى هي فئة الانتهازيين الذين يبحثون عن المال والسلطة، وهناك فئة البرغماتيين الذين يبحثون عن الاستقرار"، مبينا أن "هناك فئة المقاتلين الأجانب، والذين يتم تغذية أفكارهم بسوء فهم خطير عن الأوضاع في العراق وسوريا". وبين، أن "هناك فئة المتخوفين من صعود الشيعة في الشرق الأوسط وهم يرون في داعش بأنها المجموعة الوحيدة القادرة على حمايتهم"، مؤكدا أن "معظم صناع القرار في تنظيم داعش كانوا قد خدموا في الجيش أو الاجهزه الأمنية لنظام صدام". ولفت الى أن "البعثيين كانوا في الأصل حركة علمانية، لكن قيام صدام بما يسمى بالحملة الإيمانية في تسعينيات القرن الماضي كانت ذا تأثير لم يتم الانتباه له حينها فقد دفع ذلك البعض من البعثيين الى خانة التطرف"، مبينا أن "تطرف أولئك البعثيين جعلهم يجمعون بين عنف النظام الصدامي وما يسمى بالجهاد لدى المتطرفين الاسلامين، وهو ما يجعلهم أسوأ في المنزلة من تنظيم القاعدة".
إرسال تعليق