قد يكون الاعلام العربي والعالمي قد ألقى الضوء عليها في الآونة الأخيرة بسبب اعدام "داعش" مئات من افرادها. الا ان دور الضحية لا يليق بهذه العشيرة المشهورة في قتالها الشرس ضد "القاعدة" في السابق وحالياً ضد "داعش". عشيرة البونمر "السنية"، تعتبر من العشائر التي قادت لواء قتال "القاعدة" في الانبار خلال عامي 2005 و2006 ، ويُشهد لقتالها العنيد ضد التنظيم الذي حاول تحويل العراق إمارة له، وهو ما يسعى اليه "داعش" اليوم. فمن هي العشيرة الانبارية؟
تاريخ عشيرة "البونمر"
الشيخ نعيم الكعود احد شيوخ عشائر الكعود تحدث لـ"النهار" عن نشأة عن هذه العشيرة، قائلاً ان " عشيرة البونمر تنتمي الى قبيلة الدليم المشهورة في رفضها للطغاة والاحتلالات، وتاريخها يشهد على مواقفها الشجاعة في الدفاع عن بلاد ما بين النهرين". واضاف "العشيرة هي من اكبر عشائر الانبار وتعدادها اكثر من خمسمئة الف نسمة وتتوزع في الانبار وصلاح الدين والموصل وبغداد".
وسُميَت العشيرة بـ"البونمر" بسبب احد اجدادها، وأوضح "ان محمد الكعود احد فرسان العشيرة كان يتنقل في الصحراء على فرسه، حين هاجمه ثلاثة نمور فترجل وقاتلهم بالسيف حتى قضى عليهم، ومنذ ذلك الحين لقبت العشيرة بالبونمر تيمناً بهذا الفارس الشجاع".
قتال "القاعدة" في 2005 و2006
لعشيرة الدليم صولات وجولات في قتال "القاعدة" خلال عامي 2005 و2006. وقال الكعود ان "العشيرة كانت السباقة من بين العشائر العراقية التي قاتلت "القاعدة" في السابق ولعبت دوراً رئيساً في القضاء عليها في العراق خلال عامي 2005 و2006 ". وأوضح ان "الحكومة في السابق سلحتها وأوكلت اليها مهمة تطهير مناطق الانبار بالكامل ونجحت في ذلك ومنعت دخول اي فرد من القاعدة الى المحافظة على طول 36 كلم".
محاربة "داعش" في 2014
وعن قتال "داعش" في الوقت الراهن ، قال: "منذ 1 كانون الثاني من العام الجاري، تقاتل العشيرة "داعش" ومنعته من الدخول الى المناطق المتواجدة فيها، بعكس العشائر الاخرى التي سقطت مناطقها مباشرة امامه وبعضها انضم الى القتال في صفوفه كما حصل في الموصل وصلاح الدين ". ويحمل الكعود الحكومة مسؤولية انسحاب "البونمر" من المناطق التي كانت تسيطر وتدافع عنها في وجه "داعش" الى منطقة بروانة حاليا في قضاء حديثة"، قائلا "تأخر الحكومة في تسليحنا وتجهيزنا دفعانا الى الانسحاب وترك المناطق التي كانت بحمايتنا، وسهل ذلك لداعش مهمة الانتقام منا".
"الحكومة لا تسلحنا"
يتفهم الشيخ الكعود تردد الحكومة بتسليح العشائر في الانبار خصوصاً بعدما ترددت معلومات ان بعض العشائر باع السلاح الذي حصل عليه لقتال "داعش". وقال: "نتفهم تردد الحكومة بتسليح العشائر التي باعت السلاح لداعش، لكننا نستغرب تأخرها في تسليحنا لانها تعلم علم اليقين الثمن الذي دفعناه في قتال الارهاب وتعلم ان داعش عرض علينا المال، فقط كي نسمح له بالدخول الى مناطقنا لرفع راياته والخروج لكننا رفضنا، ومرّ على وجودي في بغداد اسبوع ولم احصل بعد على الجواب الشافي بشأن السلاح، وعشيرتي تقول لي انه اذا لم نحصل عليه فيتوجهون الى المعركة بالسلاح المتوفر لديهم".
"ضحايا البونمر بلغوا 500 قتيل"
وكشف الشيخ الكعود لـ"النهار" ان " عدد الضحايا من العشيرة بلغ حتى اليوم 497 قتيل من بينهم 20 امرأة و16 طفلاً بعدما عثر مساء امس على 46 شخصاً أعدموا في معسكر الضفادع البشرية في منطقة الفوارة قرب بحيرة الثرثار، واليوم خطف 36 شخصاً من العشيرة في منطقة الخنيزير".
"لسنا حاضنة لأحد وداعش وحدّنا"
يرفض الكعود الاتهامات التي وجهت الى سُنّة الانبار، بانهم حاضنة للارهاب قائلاً: "الارهاب وداعش ليس لهما دين ولا طائفة ولا انتماء، فهم يكفرون الجميع". واعتبر ان لظهور "داعش" في العراق ايجابية كبرى لانه وحّد العراقيين ضده وضد الاجندة الخارجية التي وضعت لخلق الفتنة في البلاد.
"نؤيد انضمام الحشد الشعبي"
ولا يمانع شيخ عشيرة "البونمر" من انضمام الحشد الشعبي ذي الاكثرية الشيعية الى القتال معه ضد "داعش". واضاف: " لو كان هناك خطر في البصرة، لوجبت علينا المشاركة في الدفاع عن ارضنا فالعراق لنا جميعا، الا اننا طالبنا الحكومة بتسليحنا لانه اصبح هناك ثأر بيننا وبين المجموعة المؤلفة من خمسمئة شخص من داعش ونعرفهم ونريد التعامل معهم بالطريقة التي تناسب الرد على غدرهم بنا".
ويقدّر عدد مقاتلي عشيرة البونمر الذين ينتظرون السلاح في بروانة لقتال "داعش" بثلاثة الاف مقاتل. وتشارك عشائر أخرى اضافة الى عشيرة "البونمر" في الحرب على "داعش"، ومن أكبرها عشيرة "البوعيثة" التي تقاتل في عامرية الفلوجة بدعم بري وجوي من الجيش العراقي والتحالف الدولي.
إرسال تعليق