0
الحشد الشعبي اعطى الزخم المطلوب للقوات العراقية
بغداد ـ نهاد جاسم يرى محللون اميركيون ان من المبكر جدا القول ان تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية" بدأ يضمحل، فهو ما زال يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه، فضلا عن اغلب مناطق شمال شرق سورية، ويمارس سلطته الشرسة في مناطق مثل الانبار في العراق وحلب في سورية، كما يحظى بدعم واسناد مجموعات مسلحة اخرى، لكن محللين اعترفوا بان وحدات الحشد الشعبي اعطت الزخم المطلوب كثيرا لقوات الامن العراقية. ويلاحظ محللون غربيون ان هناك اشارات على ان تنظيم داعش يقع حاليا تحت الضغط في العراق بنحو خاص، لجهة خطوط اتصالاته وطرق تموينه في بعض مناطق البلد، كما ان مصادر تمويله في البلد تحت التهديد الان. لورين سكوايرز، الباحثة في معهد دراسة الحرب وتتابع عن كثب نشاطات التنظيم، ترى ان "داعش يواجه مرحلة غير سعيدة بفقداه عنصر المباغتة"، في العراق. وقالت ان "الموصل سقطت في حزيران لان احدا ما كان يعتقد ان الموصل ستسقط... داعش بنى على عدم توقع الحكومة العراقية والغرب ان الامر سيكون بهذه السرعة والعدوانية التي جرى بها" الهجوم. وتلاحظ ان "ربما ان مواطن ضعف وقوة التنظيم قد فهمت بنحو افضل". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال في لقاء عرض يوم السبت على تلفزيون سي بي اس، ان المرحلة القادمة في الحملة على تنظيم داعش اصبحت وشيكة. وقال ان "الضربات الجوية كانت فعالة جدا في الحط من قدرات داعش وابطاء تقدمه بالطريقة التي كان عليها". وقال "الان، ما نحتاجه هو قوات برية، القوات العراقية البرية التي تستطيع ردهم" بدعم من مهمة الاستشارة والتدريب الاميركية. وأجاز أوباما الأسبوع الماضي مضاعفة عدد القوات البرية الأميركية في العراق تقريبا مع توسع الجيش في نشر مستشاريه العسكريين بعد أن ابطأت الضربات الجوية الأمريكية تقدم المسلحين. وعلى الرغم من الضربات الجوية الاميركية في العراق لم تعد تنفذ بطلعات جوية كثيرة يوميا، بسبب رداءة الجو وضرورة تفادي وقوع اصابات بين صفوف المدنيين، كما تقول تقارير اميركية، إلا ان هذه الغارات يبدو انها حددت من حرية حركة الدواعش، ودمرت بعضا من معداتهم الحربية، فضلا عن حرمانهم من بعض مواردهم المالية. وقال الجنرال لويد اوستن، الذي يدير القيادة المركزية الاميركية، ان الدواعش "يخافون الان من الظهور بتجمع ملحوظ". وقال "انهم يعرفون اننا نستطيع رؤيتهم، وسنضربهم، ونضرب اي شيء نستهدفه". وتتفق سكوايرز مع اوستن قائلة ان "هناك اشارات ظهرت من داعش عن تعرضها للضغط، فهم نادرا ما يتحركون الان ويناورون في قوافل كبيرة. وقد اطلعنا على صور عن حركة الدواعش وهم يتنقلون بدراجات نارية وسيارات منفردة، على خلاف ما كان عليه الحال في الصيف عندما كانوا يتنقلون بقوافل". وتلاحظ تقارير اميركية ان الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة مؤخرا تشير الى ان التحالف الدولي ينتفع الان من معلومات استخبارية افضل بشان تحركات قيادات الدواعش. فقد نقل التلفزيون العراقي ان مساعدا لزعيم التنظيم قتل في ضربة جوية في الفلوجة، بعد ايام قلائل من الاعلان عن استهداف طائرات اميركية قافلة لقيادات بارزة في التنظيم قرب الموصل. والتنظيم الارهابي نفسه اعترف باثر الضربات الجوية. ففي شريط مصور بثوه هذا الاسبوع يتحدث عن فائدة المواضع والملاجئ الارضية، قال احد المسلحين وهو في ملجأ في الفلوجة ان "اذا لاحظنا طائرات في السماء، يستطيع الاخوة الاختباء حتى مغادرتها". والسبب الرئيس لتقدم داعش السريع باتجاه الجنوب في العراق في الصيف كان بسبب الفشل الذريع للقوات الامنية العراقي وعدم ابدائها اية مقاومة لهم. لكن وحدات الحشد الشعبي، كما يقول محللون، عززت قوات الامن العراقية وجعلتها تبدأ بعمليات هجومية مضادة في عدد قليل من المناطق. تشارلز ليستر من معهد بروكنغز ومقره الدوحة، قطر، قال ان "وحدات الجيش العراقي بمساندة الميليشيات الشيعية، التي كانت في بعض الاحيان هي في المقدمة، لا شك انها اكتسبت بعض الزخم المطلوب كثيرا، على الرغم من ان الدواعش يبدون قدرة مفاجئة على صد الهجمات عليهم". الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قال للجنود الأميركيين في بغداد ان المعركة مع تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية "بدأت تؤتي ثمارها"، لكنه توقع حملة مطولة تستمر عدة سنوات. في هذه الاثناء، جاءت انباء من بيجي تقول إن قوات الأمن استعادت المصفى بعد أن حاصرها متشددو داعش على مدى أشهر. وأبلغ ديمبسي قوات بلاده بأن الجيش الأميركي ساعد القوات العراقية والكردية في "انتشال العراق بعيدا عن حافة الهاوية." وأضاف ديمبسي لمجموعة من مشاة البحرية في السفارة الأمريكية في بغداد "والان أعتقد بأن الأمور بدأت تؤتي ثمارها. هذا جيد." وقال ديمبسي ان من المهم اظهار ان الدولة الإسلامية ليست قوة لا تقهر ولا يمكن ايقافها بل انها "مجموعة من الاقزام تتبنى في واقع الأمر فكرا متطرفا." لكن رئيس الأركان الأمريكي لم يكن يتحدث بلهجة المنتصر. وكان قد زار في وقت سابق مركز العمليات المشتركة وشاهد نقلا حيا لمكان ترفرف عليه راية تنظيم داعش. وأصر ديمبسي على ان القوة العسكرية لن تقضي على داعش ما لم تنجح الحكومة العراقية في انهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلد. وأضاف أن بناء الثقة سيحتاج إلى وقت، وكذلك المهمة الأميركية. وتابع "ما المدة؟ عدة سنوات." وقال ديمبسي الذي التقى مع كبار المسؤولين العراقيين انه يرغب في معرفة ما اذا كان العراقيون يعتقدون ان بامكانهم تجنيد أشخاص لبرنامج تأمل الولايات المتحدة في انطلاقه العام القادم لاعادة تدريب وحدات عراقية، في اشارة الى وحدات الحرس الوطني. وتابع ديمبسي "اريد الحصول على انطباع منهم حول ما اذا كانوا يعتقدون ان اطارنا الزمني قابل للتنفيذ." ويوجد حاليا نحو 1400 جندي أمريكي في العراق. ويتيح التفويض الجديد لأوباما نشر ما يصل إلى 3100 جندي. وتوجه ديمبسي إلى اربيل عاصمة منطقة كردستان شبه المستقلة بعد الاجتماع مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد، ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي.

إرسال تعليق

 
Top