0
ما ان تم الاعلان عن مقتل الارهابي رضوان الحمدوني حتى شعر الكثير من اهالي الموصل بالفرح والاحتفال في قلوبهم لاول مرة منذ سقوط المدينة بيد داعش في 10 حزيران الماضي، فمن هو الحمودني الذي بمقتله فرح الموصليون وبنفس الوقت يعد ثارا لعدة جرائم.
رضوان طالب حسين إسماعيل الحمدوني وكنيته في تنظيم داعش ( ابو جرناس) من سكنة الموصل ينمتي الى بيت الشملة من آل الحمودني من احدى القرى بعد منطقة مشيرفة شمال غربي الموصل على طريق قضاء تلعفر، يسكنون منطقة حاوي الكنيسة ومشيرفة، ومعروفة هذه العائلة بسوء سلوكها.
الحمدون خريج اعدادية صناعة الموصل 1995 ، من عرفه من اهل الموصل يقول عنه " قبل عام 2003 بانه انسان سيء الاخلاق والطبع ويبحث عن المشاكل ويأكل حقوق الناس وكان له مشاكل مع الكثير ممن تعاملوا معه حيث انه كان بدون عمل لذلك عمل في النصب والاحتيال للحصول على المالن ولم يعرف عنه اي التزام ديني".
بعد عام 2003 انتمى الحمدوني الى تنظيم القاعدة، حيث وجد ضالته في هذا التنظيم مع مجرمين اخرين، لكي يمارس اجرامه تحت غطاء شرعي وخلف ستار ديني، دون ان يجد ممانعة من قبل احد شارك الحمدوني في إسقاط مراكز الشرطة في المدينة في عام 2004، وتهديد الصاغة وجمع الاتاوات من أصحاب المحال، بحجة تمويل تنظيم القاعدة الذي كانا منتميين له ولعصاباته، وكان احد الشركاء البارزين في عمليات الخطف والابتزاز.
تم اعتقاله من قبل اقوات الامريكية وإيداعه السجن، وتم اطلاق سراحه من قبل الحكومة العراقية بعد خروج القوات الامريكية عام 2011.

عاد الحمدوني الى مقر سكناه في الموصل ، وعاد الى احضان التنظيم مرة اخرى وبدء ممارسة اجرامه في العمل الاستخباري بالدرجة الدولة لصالح تنظم القاعدة قبل ان يتحول اسمه الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش)، حيث كان عين التنظيم في الموصل ويجمع المعلومات عن الموصل وأبنائها والقوات الامنية فيها عن طريق شبكة يديرها، وكذلك يسهل دخول الارهابيين للمدينة لتنفيذ عملياتهم الاجرامية ويوفر لهم المأوى.
ذكره قائد عمليات نينوى السابق الفريق الركن مهدي الغراوي في اكثر من مناسبة عندما كان يصرح لوسائل الاعلام عن خطورة هذا المجرم وانه مطلوب للقوات الامنية العراقية، لكن الحمدوني كان يتحرك بكل حرية حسب ما كان يتناقل عنه من كان يعرفه، وان عدد من ابناء الموصل كانوا يوصلون معلومات عن تحركات الحمدوني الى القوات الامنية وأماكن تواجده لكن دون اي اجراء يتخذ ضده.
عُين الحمدوني من قبل تنظيم داعش بمنصب والي ولاية الحدود وكان تسلسله ضمن اهمية قائمة قادة داعش هو السادس عشر واطلق عليه لقب ( ابو جرناس)، وقاد التنظيم في الحدود بين العراق وسوريا و كلف بمهمة الإشراف على تأمين نقل المقاتلين العرب الى المناطق الغربية من الموصل، حتى احداث حزيران 2014، حيث كانت داعش تنوي النزول لعملية واسعة في الساحل الأيمن في الموصل في يوم السادس من حزيران في ذكرى مقتل الزرقاوي، لكنها صدمت بمقتل رئيس المجلس العسكري لها "عدنان اسماعيل نجم البيلاوي" في الخميس الخامس من حزيران، فتأخرت العملية، وتحولت من عملية استعراض في بعض أحياء الموصل الى عملية إرهابية كبرى بعنوان "الثأر للبيلاوي".
مارس الحمدوني وعائلته دورا مهما في تسهيل دخول ارهابيي داعش الى الموصل في تلك الليلة، عن طريق منطقتهم وهي منطقة ميشرفة وحاوي الكنيسة، واعطائهم جميع الاحداثيات للتحرك والهجوم ومناطق تواجد القوات الامنية وتحركاتهم وجميع التفاصيل التي احتاجها التنظيم لدخول الموصل، والتي سيطر عليها التنظيم في 10 حزيران.
وما جرى بعدها من احداث اجرامية من تهجير للمسحيين والشبك والازيدية واعدام نحو 500 من اهالي الموصل وجريمة سبايكر وغيرها بسبب انهيار القوات الامنية على خلفية سقوط الموصل بيد داعش يتحمله الحمدوني.
بعد نحو اسبوعين من دخول داعش الى الموصل واحتلالها بالكامل اقام الحمدوني في منزله في الموصل مأدبة طعام كبيرة لقادة التنظيم ، ويُقال ان البغدادي حظر المأدبة مع كبار قادة التنظيم، وكانت المكافئة لجهوده ان تم تعيينه والي الموصل ضمن تنظيم داعش، وهو منصب مشابه لمنصب المحافظ، ومارس الحمودني اجرامه من جديد مستغلا المنصب لاغتصاب اموال الناس بشكل غير شرعي وقانوني واعتقال عدد كبير من ابناء المدنية واصدار اوامر الاعدام، فيما كان موكبه يضم عشرات السيارات عندما يتنقل في المدينة.
وفي ايلول الماضي تم نقل الحمودني الى منصب والي النواحي ضمن التنظيم وبعدها تم تعيينه بمنصب وزير الحرب في تنظيم داعش وهو ما يقابله وزير الدفاع، وهذا ما جعله يتنقل بين العديد من المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
يوم الاربعاء 19 تشرين الثاني 2014 تم استهداف تجميع لداعش كان الحمدوني ضمنه من قبل طيران التحالف قرب مدينة تكريت، وقتل الحمدوني ومعه مساعده رافع محمود المشهداني وقيادي اخر سعودي الجنسية واكثر من 10 عناصر من التنظيم، ونظم تنظيم داعش ممارسة لتشييعه جثمانه مساء نفس اليوم، حيث انتشر المئات من عناصر التنظيم في منطقة 17 تموز ومشيرفة حيث منزل عائلة الحمدوني واطلقوا العيارات النارية في الهواء قبل نقل جثته الى القرية التي ينتمي اليها وجرى دفنه هناك.

إرسال تعليق

 
Top