تواصلت المواجهات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في حلب شمالاً، وبين «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في عين عرب (كوباني)، في وقت تحدث ناشطون عن معارك بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي على الحدود السورية - العراقية. لكن التطور الميداني الأبرز في سورية أمس كان الإنذار الذي وجهه «داعش» إلى فصائل المعارضة في منطقة القلمون على الحدود السورية - اللبنانية بمبايعة «الخليفة» أبو بكر البغدادي خلال 48 ساعة، وإلا واجهت احتمال شن حرب عليها وطردها إلى بلدة عرسال اللبنانية.
وفي حلب، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن كتائب المعارضة فتحت «نيران رشاشاتها الثقيلة على تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في كتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء غرب حلب (...) كما قصفت الكتائب المقاتلة بقذائف محلية تمركزات لقوات النظام في حي صلاح الدين جنوب حلب».
وعلى أطراف حلب، أشار «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقتي البريج ومناشر البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، ترافقت مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات». وتابع أن اشتباكات دارت أيضاً بين النظام وحلفائه وبين فصائل معارضة في منطقة المناشر قرب قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي وفي محيط تلة خانطومان بريف حلب الجنوبي الغربي.
وبالنسبة إلى الأوضاع في مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا، أشار «المرصد» إلى أن ما لا يقل عن 5 قذائف أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» صباح أمس سقطت في عين عرب المحاصرة. وجاء القصف في وقت «تشهد جبهات ومحاور عدة في المدينة وأطرافها تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة ووحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر»، في حين نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي ضربتين استهدفتا مواقع وتمركزات لتنظيم «الدولة» في أطراف عين عرب.
وفي حمص، جددت قوات النظام قصفها حي الوعر، على رغم سماحها للهلال الأحمر بإدخال 7 سيارات محملة بالمواد الغذائية، كما قصفت بلدة دير فول وأطراف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وفق ما أورد «المرصد».
أما وكالة «مسار برس» فأشارت إلى وقوع اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات الأسد الخميس في محيط معبر التنف على الحدود السورية - العراقية بريف حمص الشرقي، ما أسفر عن مقتل 9 عناصر من قوات الأسد». وأضافت أن المعارك بين «تنظيم الدولة» وقوات النظام كانت قد توقفت الأربعاء في جبل الشاعر ومنطقتي حجار وجزل في الريف الشرقي لحمص، في حين استقدم الجانبان تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة «تمهيداً لجولة جديدة من المعارك». وأكد المصدر ذاته أن «الثوار تصدوا لقوات الأسد التي حاولت التقدم في قرية الهلالية» في ريف حمص الشمالي.
وفي دمشق، اتهم ناشطون قوات النظام بخرق اتفاق عقدته مع ثوار وادي بردى بريف دمشق، وذلك بعد استهدافها بلدة عين الفيجة ومحيطها بالمدفعية الثقيلة، وفق «مسار برس» التي أوضحت أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي نصّ على إيقاف العمليات العسكرية لقوات الأسد ضد قرى الوادي وانسحابها إلى بلدة أشرفية الوادي، وإطلاق بعض المعتقلات في سجون الأسد، في مقابل إعادة فتح مياه نبع عين الفيجة إلى دمشق.
أما «المرصد» فقال في تقرير من دمشق، إن «قذيفة سقطت على منطقة بمحيط ساحة النجمة، ما أدى إلى أضرار مادية، فيما تعرضت مناطق في حي جوبر لقصف من قوات النظام، من دون أنباء عن خسائر بشرية، كما سقطت قذائف هاون عدة صباحاً أطلقتها قوات النظام على مناطق في مخيم اليرموك، ترافقت مع إطلاق نار على الشارع الرئيسي في المخيم».
وفي ريف دمشق، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «تنظيم داعش أرسل عدداً من شرعييه إلى جرود القلمون بريف دمشق، ممهلين كتائب الثوار مدة أقصاها 48 ساعة لمبايعة أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، من أجل ما سموه الشروع في إعلان دولة الخلافة في الجرود، خلال مدة زمنية لا تتجاوز 54 يوماً». ونقل «كلنا شركاء» مع الناشط أحمد اليبرودي تأكيده «وجود إجماع ثوري في جرود القلمون للمقاتلين برفضهم مبايعة تنظيم داعش أو أميرهم، ووجود إجماع لدى كتائب الثوار بعدم السماح للتنظيم باستباحة حرمة دماء أي من المقاتلين في الجرود». وتابع التقرير أن «الرسالة التي أوصلها شرعيو تنظيم داعش إلى مقار الثوار في جرود القلمون، تعلمهم بعزم التنظيم على إقامة إمارته في الجرود خلال الـ45 يوماً المقبلة، وتطلب من كتائب الثوار مبايعة البغدادي خليفة عليهم... وإلا فإن عرسال تناديكم، أي مطالبة الثوار بالخروج من جرود القلمون، ما يعني احتمال قيام التنظيم بشن معارك ضد كتائب الثوار من جهة، وضد جبهة النصرة من جهة أخرى، حيث تقف النصرة في القلمون إلى جانب كتائب الثوار ضد التنظيم».
ولم يصدر حتى بعد ظهر أمس أي بيان من كتائب الثوار حول قرارها في إنذار «داعش» للمقاتلين في جرود القلمون، إذا لم يبايعوا البغدادي.
ولفت موقع «كلنا شركاء» إلى أن أهم جرود المنطقة هو «جرود القلمون، جرود فليطة، جرود الجبة، جرد عرسال، جرد قارة، جرد رأس المعرة وجرد بريتال من الجانب اللبناني»، مضيفاً «أن لواء فجر الإسلام في القلمون بقيادة أبو أحمد جمعة المعتقل لدى السلطات اللبنانية قد بايع تنظيم داعش منذ أشهر مضت».
وفي النبك المجاورة، «احتفل» النظام أمس بذكرى استعادة قواته السيطرة على المدينة في ريف دمشق، في حضور مسؤولين في الجيش النظامي و «قوات الدفاع الوطني» و «حزب الله» و «الحزب السوري القومي الاجتماعي».
وأقيم «الحفل» في ساحة المخرج التي كان يسميها نشطاء وثوار بـ «ساحة الحرية» حيث كانت المركز الرئيسي للتظاهرات والتجمع.
وفي محافظة درعا، أشار «المرصد» إلى «ارتفاع عدد النشطاء الإعلاميين الذين استشهدوا خلال تغطيتهم لالاشتباكات في بلدة الشيخ مسكين بين قوات النظام وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى»، وأفيد بأن أحد القتيلين الإعلاميين أمس هو مهران الديري ويعمل لموقع قناة «الجزيرة» القطرية، وتوفي نتيجة حادث سير، إذ كان يقود ليلاً سيارته وهي مطفأة الأضواء خشية أن تستهدفه قوات النظام.
وكان ناشطان إعلاميان وشاب يعملون لقناة «أورينت» المعارضة قُتلوا قبل أيام بصاروخ حراري خلال تغطيتهم الاشتباكات الدائرة في بلدة الشيخ مسكين.
وفي مدينة درعا نفسها، لفت «المرصد» إلى أن «الكتائب الإسلامية استهدفت بقذائف محلية الصنع منطقة مبنى الأمن السياسي بمدينة درعا ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي صيدا والجيزة».
وفي محافظة اللاذقية، أعلن «المرصد» أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، أكد «المرصد» أن «الاشتباكات تجددت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في الريفين الجنوبي الغربي والجنوبي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وسط معلومات أولية عن تقدم لمقاتلي وحدات الحماية، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين».
إرسال تعليق