أعلنت وزارة الإعمار والإسكان العراقية أنها وضعت خطة عمل شاملة لإعادة إعمار كافة الجسور المدمرة في المناطق التي حررت من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
ونوّه بأن هذه الجسور توزعت على عدة مدن ومناطق تقع ضمن محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى كانت خاضعة لسيطرة الإرهابيين، وقد جرى إحصاؤها والإطلاع بشكل ميداني على حجم الدمار والأضرار اللاحقة بها.
ومن أهمها، بحسب الشمري، جسور الخالدية والسجر والضلوعية والزركه وتازه.
ولفت إلى أن الوزارة "وضعت وبالتعاون مع شركاتها العامة المختصة كشركات المعتصم، والمنصور، وحمورابي، والرشيد، خطة عمل شاملة لإعادة إعمار كل الجسور المدمرة".
وستكون البداية مع الجسور الحيوية التي يشكل إعمارها ضرورة ملحة في الوقت الحاضر نظراً لأهميتها الإستراتيجية على أن يتم شمول بقية الجسور تباعاً، بحسب الشمري.
وأشار إلى أن "داعش كان تستهدف تلك الجسور لإعاقة تقدم قواتنا المسلحة وحركة النقل العام وعزل المناطق السكنية عن بعضها البعض لغرض السيطرة عليها والاحتفاظ بها لأطول مدة ممكنة، وكذلك بهدف تخريب البنية التحتية للمدن والتأثير على واقعها الخدمي".
وقال إن لدى الوزارة اتصالات وجهد مشترك مع القيادات الأمنية في المدن المحررة وفي مناطق العمليات العسكرية لإقامة جسور بديلة ومؤقتة بغية ضمان انسيابية ومرونة تحرك القطعات والآليات العسكرية والمساهمة في تثبيت الأمن هناك وتسهيل تنقلات المواطنين.
وأضاف الشمري "كذلك لدينا جهود متواصلة وتنسيق مع أعضاء الحكومات المحلية في المحافظات الساخنة لغرض تأمين الخدمات التحتية العاجلة لمناطقهم المحررة وإصلاح ما خربه داعش".
ولفت إلى قيام الوزارة بتأهيل وتبليط الطرق والشوارع المتضررة في عدد من تلك المناطق ولا سيما في محافظة ديالى، والمشاركة في جهود إيواء الأسر النازحة وتوفير الوحدات السكنية المؤقتة لها وإعمار المباني والمنشآت الحكومية.
جهود مشتركة
من جانبه، أكد محمد يحيى حسن، معاون مدير عام شركة الرشيد العامة التابعة لوزارة الإعمار، بأن الكوادر الفنية والهندسية لشركته على "استعداد للمباشرة في إنجاز أية أعمال تأهيلية تُكلف بها في المناطق المحررة من داعش ومن بينها الأعمال الخاصة بإعمار الجسور المدمرة".
وذكر لموطني أن شركته باشرت بإعادة تأهيل واحد من أهم الجسور في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، وهو جسر البو فراج الذي تعرض لضرر كبير على إثر عمليتين إرهابيتين منفصلتين استهدفتاه الصيف الماضي".
وبيّن أن "العمل يشمل إعمار فضاءات الجسر المتضررة وتطوير مقترباته، فضلاً عن أعمال إكساء بالإسفلت وإصلاح مختلفة".
وتابع حسن أن "احتلال تنظيم داعش للموصل وما رافق ذلك الهجوم من اضطرابات أمنية تسبب في إيقاف مشاريع مهمة لشركتنا في قطاع الجسور، ومن بينها مشروع بناء جسر استراتيجي في مدينة الموصل وجسران في مدينة تكريت وآخران في محافظة الأنبار".
وعبر عن أمله بقرب استتباب الوضع الأمني في عموم مدن البلاد واستئناف العمل مجدداً في تلك المشروعات وغيرها، لا سيما وأن بعضها وصل لمراحل انجاز جيدة وهناك الكثير من المعدات والآليات لا تزال في مواقع العمل.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان على "أهمية الدور الدولي في دعم ومساعدة العراق على النهوض بكافة منشآته ومشاريعه التي تعرضت للتدمير والاستهداف من قبل عناصر داعش".
وقال لموطني "لقد تسببت العصابات الإرهابية بأضرار كبيرة في معظم قطاعاتنا التنموية والعمرانية والخدمية، ومن بينها قطاع الطرق والجسور الذي يعد من القطاعات الحيوية"، مشيراً إلى أن "تأهيل البنية التحتية للمناطق المتضررة عملية شاقة ومكلفة وتستلزم جهداً ودعماً دولياً".
إرسال تعليق