0

نشرت صحيفة ديلي تلغراف  تحقيقا تحت عنوان “هل هذا عيد الميلاد الأخير في بغداد؟ لمراسلها ريتشارد سبنسر من منطقة الدورة في العاصمة العراقية.
ويقول كاتب التحقيق، كما جاء على (بي بي سي) إن اضطهاد وإبادة الأقليات الدينية في قلب الأراضي التاريخية للكتاب المقدس شيء قريب الاكتمال، فحتى القس هنا حزم حقائبه للرحيل.
وينقل سبنسر عن الأب تيموثاوس عيسى وصفه لأوضاع طائفته “لقد غادر الناس مع عوائلهم، بعض كبار السن بقوا، لكن كل الشباب قد غادروا. وثمة عدد قليل جدا من الأطفال هنا”.
ويضيف الأب عيسى “بالنسبة لي، وبلغة مسؤولياتي الدينية، عملي أن أكون مع ناسي هنا. يجب أن أبقى مع هذه العائلات، ولكني شخصيا، افكر في ذلك، وأعد تجهيزاتي”.
ويخلص الأب عيسى إلى القول “أعتقد أن كل عائلاتنا تفكر في الهجرة الآن. إنهم يعدون الأيام. ويعتقدون أن حياتهم هنا مؤقتة”.
ويقول الكاتب إن خطر الموت المستمر المبني على سنوات من التفجيرات وعمليات الاختطاف خلق نقطة تحول نفسية في مجتمع كان مختلطا بنجاح وازدهار.
ويقول سبنسر في العقود السابقة، قبل الغزو الأمريكي للعراق، كان 150 ألف مسيحي يعيشون في الدورة، معظمهم من الآشوريين والكلدان الكاثوليك، ويعيشون في بيوت مريحة في المدينة ذات الشوارع الرحبة الواسعة.
“خطر الموت المستمر المبني على سنوات من التفجيرات وعمليات الاختطاف خلق نقطة تحول نفسية في مجتمع كان مختلطا بنجاح وازدهار”.
بيد أنها الآن باتت، بفعل الجدران الكونكريتية التي تنشر في الدورة كما احياء بغداد الأخرى، أشبه بمجتمعات من “الدمى الخشبية الروسية المتداخلة مع بعضها”، فالمسيحيون في الدورة محاطون بالسنة، وهؤلاء أنفسهم محاطون بجدران تفصلهم عن الغالبية الشيعية في بغداد.
وبحسب كاتب التحقيق لم يبق من المسيحيين في حي الدورة سوى 1500 نسمة.
ويقول الكاتب إن الدورة ليست استثناءً فالعديد من المسيحيين والأقليات الدينية في المناطق الأخرى عانوا الكثير في عام 2014، السنة التي شهدت تطهيرا عرقيا توج عقودا من العنف والكوارث.

إرسال تعليق

 
Top