0

تنوي "القاعدة" تحويل الهند إلى سورية أوعراق جديد، وقد حصلت أجهزة الاستخبارات الهندية على معلومات موثوقة بهذا الشأن، حيث استطاعت التقاط محادثات بالإنترنت بين أعضاء تنظيم "القاعدة" وجماعة "المجاهدين الهنود"، اللتين تبيّن، بعد استجواب المشتبه بهم، أنهما أعلنتا الجهاد في الهند.

يخطط أعضاء هذه الجماعات إلى اختطاف الأجانب في البلاد، بما في ذلك اليهود، بهدف إطلاق سراح طبيب الأعصاب الباكستاني المعروف "عافي صديقي" الذي حكم عليه بالسجن 86 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تهجمه على المحققين الأمريكيين في أفغانستان. كما يُخطط لعمليات مماثلة في نيبال. أما في ميانمار، فينوي من يسمون أنفسهم بالمجاهدين فتح قاعدة من أجل الثأر لهجمات البوذيين المحليين على المسلمين، لقد جمعت الاستخبارات الهندية مئات أدلة على اجتماعات المقاتلين من الهند وباكستان وأفغانستان بهدف تنظيم شبكة سرية .
أتت الاجتماعات بعد أن أعلن "تنظيم القاعدة" عن نيته في مسح الحدود بجنوب آسيا، وتوحيد المسلمين في دولة الخلافة، وللقيام بذلك، إذا صدقنا أقوال الإرهابي الأول أيمن الظواهري، تم إنشاء الجناح الهندي للتنظيم المتطرف، الذي عليه أن "يحمل راية الجهاد في بلدان جنوب شرق آسيا".
أثار التهديد بـ"الجهاد" ومعه "أسلمة" الهند قلق السلطات في البلاد، ولكن في حقيق الأمر، لدى الحكومة الهندية عوامل كثيرة تجعلها أهلا لمواجهة هذا الخطر، كما يقول الخبير في معهد الدراسات الشرقية فاليري كاشن:
"لدى الهند طرق كثيرة لمواجهة تنظيم "القاعدة"، فقد اكتسبت خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، إذ تعرضت مرارا لهجمات إرهابية شنها أصوليون إسلاميون، أغلبهم من باكستان".
اكتشفت أجهزة الاستخبارات الهندية أن "المجاهدين الهنود" يتدربون في باكستان وأفغانستان، جنبا إلى جنب مع المسلحين من "القاعدة" والمنظمات المتطرفة الأخرى، ويختبرون مهاراتهم في تنظيم الهجمات الإرهابية بأفغانستان، ومن المرجح أن تتحول موجة العنف التي اجتاحت سوريا والعراق إلى الهند بواسطة جهود هؤلاء عند عودتهم إلى بلادهم" .
تدرك الهند جيدا الخطر الموجود داخل البلد والنابع من المنظمات المتطرفة، لذلك من الصعب على الإرهابيين خلق هئيات ومؤسسات تخدمهم كما فعلوا في العراق أو سوريا، كما يرى الخبير في مركز الأمن الدولي من جامعة الاقتصاد والعلاقات الدولية في موسكو بيتر تبيتشكانف:
"أجهزة الاستخبارات الهندية والقوات المسلحة في البلاد تعيش حالة تطور ونمو مستمرة، فهي تعزَز بأنواع حديثة من الأسلحة والمعدات العسكرية، ولذلك ما من خطر على الهند في أن تقيم فيها الجماعات الإسلامية المتطرفة دولتها الخاصة".
رغم ذلك، لدى الاستخبارات الهندية ما يثير قلقها، فقد أصبح الهجوم الإرهابي الكبير على الحدود بين باكستان والهند، في نهاية الأسبوع الماضي، دليلا على تعزيز العلاقات بين "المجاهدين الهنود" والإرهاب الدولي، وكذلك التقارير عن التحضير لهجوم إرهابي وشيك، ما أجبر قيادة القوات البحرية الهندية على سحب سفينتين من كلكتا.


إرسال تعليق

 
Top