0

أقفل النفط في نيويورك عند 57.8 دولار، يوم الجمعة الماضي، بينما أقفل برنت في لندن عند 61.8 دولار، لكن بعض من في السوق يعتقدون أن برميل غرب تكساس في نيويورك سيختبر سعر 55 دولارا هذا الأسبوع عندما يعود السوق للافتتاح. فهل ستصل الأسعار إلى القاع أم هناك قيعان أخرى؟

يبدو أن لا أحد يعلم إلى الآن أين سيكون قاع أسعار النفط، ولكن على الأقل كل التقارير التي أصدرتها المصارف العالمية حتى الجمعة الماضية لا تقول إن السوق سترى القاع خلال الأيام الأخيرة من العام الحالي، وعلى الأرجح سيرى الجميع القاع في الربع الثاني من العام القادم. وسيبحث السوق في الأسبوع القادم عن قاع جديد عند 55 دولارا كما يقول محللون مثل فيل فلين من «برايس فيتوتشرز» في شيكاغو وطارق ظهير من «تايش كابيتال» في نيويورك. إلا أن محللا مثل سكايب يورك الذي يعمل وود ماكينزي، يرى أن السعر القادم الذي ستختبره السوق هو 45 دولارا.

ويرى يورك أن السوق ستستمر بالانخفاض حتى ترى علامات وإشارات من شركات الحفر تؤكد أن الإنتاج بدأ يتأثر، وسيعتمد السوق في ذلك على تقارير أرباح شركات الحفر في الربع الرابع.

وبالفعل بدأت حفارات النفط في الولايات المتحدة تظهر علامات تظهر أنها تأثرت بالأسعار الحالية عند 60 دولارا حيث قالت شركة «بيكر هيوز لخدمات النفط»، أول من أمس، إن «أعداد الحفارات في حقول أميركا انخفضت لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف عام 2012 لتصل إلى 1546 حفارة».

ويقول المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي لـ«الشرق الأوسط»: «يحاول السوق أن يصل إلى القاع عن طريق المرور بعدة اختبارات للحد الفني للأسعار». ويضيف: «محاولة السوق للوصول للقاع هي رحلة طويلة يتم خلالها التعرف على تأثير الإمدادات من خارج (أوبك) وتحفيز الطلب، وكيف يتحقق توازن السوق».

ولم ينس وزير البترول السعودي، علي النعيمي، وسط كل ما يحدث في أسواق النفط أن يلتفت لـ«كاوست» ذلك المشروع الذي كان يجسد حلم ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، في أن تكون الجامعة ركيزة في تحول السعودية من اقتصاد نفطي إلى اقتصاد معرفي. وكما قال الوزير في إحدى المرات للصحافيين قبيل افتتاح الجامعة إنه «تبنى (كاوست) وهي بمثابة الابن له».

ويعول النعيمي ومن ورائه بقية الوزارة على «كاوست» لتطوير تقنيات عالية لإنتاج الطاقة الشمسية لكي تنتج المملكة وتصدر من طاقة الشمس كمية تعادل الكمية التي تنتجها من النفط، وهذا هو «حلمي الشخصي»، كما قال للصحافيين في إحدى المرات خلال وجوده في فيينا. كما تعول الدولة على أن تبتكر «كاوست» أنواعا معدلة جينيا من البذور تعتمد على كميات مياه أقل حتى يتم زراعتها في الصحراء السعودية؛ حيث لا حدود للرمال، ومع «كاوست» يأمل الجميع أن لا حدود للعلم. ولكن حتى ذلك الحين لا يزال النفط هو الأساس.

وستعاني السوق النفطية من فائض كبير في العام القادم وسيشكل هذا الأمر مشكلة للأسعار، إذ إن «أوبك» قررت الإبقاء على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا في اجتماعها الأخير الشهر الماضي، وبذلك سيكون هناك 1.08 مليون برميل يوميا فائض من «أوبك» إضافة إلى الفائض المتوقع من خارج «أوبك». وقالت «أوبك» في تقريرها الشهري، الأربعاء الماضي، إن «الطلب على النفط من دولها سينخفض في 2015 بواقع 280 ألف برميل يوميا عن التوقع السابق لتصل إلى 28.92 مليون برميل يوميا».وتقول «أوبك» إن «الإنتاج من خارج دول المنظمة سيبلغ في العام القادم 1.36 مليون برميل يوميا».

أما «وكالة الطاقة الدولية»، فقد خفضت في تقريرها الذي نشرته، أول من أمس، الطلب المتوقع على النفط في العام القادم بنحو 300 ألف برميل عن توقعاتها السابقة لتتوقع الآن أن يستهلك العالم 93.3 مليون برميل يوميا من النفط، أي بزيادة 900 ألف برميل في اليوم عن العام الحالي.

الإنتاج من خارج «أوبك» ومن داخلها سينمو بصورة أكبر من حاجة السوق، ففي تقديرات «وكالة الطاقة الدولية» سيزيد الإنتاج من خارج «أوبك» بنحو 1.3 مليون برميل يوميا في العام القادم، مدفوعا باستمرار إنتاج النفط الصخري، وهو ما يعني فائضا فوق الطلب بنحو 400 ألف برميل يوميا.

إرسال تعليق

 
Top