0

اتهم تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي, وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” بالتعامل بطريقة وحشية في استجوابها لعدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001.
وكشف التقرير, الذي صدر مساء أول من أمس, 20 وسيلة تعذيب استخدمتها الـ”سي أي إيه” في استجواب المعتقلين, وأبرزها الإيهام بالغرق, والصفع, والتهديد بالكهرباء, الحرمان من النوم, والتهديدات بالاعتداءات الجنسية, والإذلال.
وفي ما يلي تفصيل لما أورده التقرير بشأن استخدام هذه الوسائل, وما أحدثته من أضرار:
1- الإيهام بالغرق: ذكر التقرير أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت أسلوب الإيهام بالغرق, الذي كان ضاراً من الناحية الجسدية, وتسبب في تشنجات وقيء لعدد من المعتقلين.
وضرب التقرير مثالاً بأبو زبيدة (وهو مواطن سعودي محتجز في معتقل غوانتانامو الأميركي, ويعتقد أنه عضو بتنظيم القاعدة) الذي أصبح “لا يستجيب تماما (للمحققين), مع خروج فقعات من فمه”.
كما دلل على تلك الأضرار, أيضاً, بما حدث لخالد شيخ محمد (وهو سجين لدى الولايات المتحدة ويعتقد أنه من أبرز قادة تنظيم القاعدة), واصفاً ما تعرض له بأنه ليس مجرد إيهاما ولكنه “قارب الغرق”.
2- الحرمان من النوم: أورد التقرير أن الوكالة استخدمت, أيضاً, أسلوب الحرمان من النوم, وإبقاء المعتقلين مستيقظين لمدة تصل إلى 180 ساعة, عادة ما يكونوا واقفين في أوضاع مجهدة, وفي بعض الأحيان تكون أيديهم مقيدهم فوق رؤوسهم.
ونحو 5 معتقلين تعرضوا إلى هلاوس بسبب حرمانهم من النوم لفترات طويلة, ومع ذلك استمرت الـ”سي أي إيه” في حرمان اثنين على الأقل, من النوم.
ولفت إلى أن الحالة الوحيدة التي قام الأطباء التابعين للـ”سي أي إيه” بمعالجتها كانت “لمعتقل واحد على الأقل, كان يعاني من التورم”, مشيراً إلى أن معالجته كانت بغرض “استمرار استخدام أسلوب حرمانه من النوم”.
3- التهديدات بالإعتداءات الجنسية: قام مسؤولون من الـ”سي أي إيه” بتهديد ثلاث معتقلين على الأقل, بالتعرض لذوييهم بالضرر, بما في ذلك تهديدات بإيذاء أطفال أحد المعتقلين, وتهديد بالاعتداء جنسياً على والدة معتقل, وتهديد بنحر أم المعتقل الثالث, حسبما أورد التقرير.
4- التغذية العكسية: أشار التقرير إلى أنه “بخلاف التزامات الوكالة الأميركية المركزية لوزارة العدل, كانت تعليمات “سي آي إيه” أن استجواب أبو زبيدة مقدم على رعايته الصحية, وهو ما أدى إلى تدهور جرح إثر رصاصة أصيب بها أثناء اعتقاله”.
كما يوجد, على الأقل, حالتين من الحالات الأخرى, استخدمت فيها وكالة المخابرات المركزية, أساليبها في الاستجواب رغم تحذيرات طبية بأن تلك الأساليب يمكن أن تسبب تفاقم الإصابات الجسدية للمعتقلين”.
وأشار التقرير إلى تعرض 5 معتقلين على الأقل للتغذية الإجبارية بحقن من دون ضرورة طبية موثقة.
5- الضغط النفسي والجسدي: أكد التقرير أن “ظروف احتجاز الاستخبارات الأميركية للمعتقلين كانت أشد قسوة مما أعلنته لواضعي السياسات وغيرهم, حيث كانت ظروف مواقع الاحتجاز سيئة, وكئيبة, سيما في المراحل الأولى لبرنامج الاستجواب”.
وأوضح التقرير أنه, خلال مراحل البرنامج, ظهرت على العديد من محتجزي “سي آي إيه” الذين تعرضوا لتقنيات الاستجواب المتقدمة والعزلة, حالات نفسية وسلوكية, تشمل الهلوسة, ومحاولات إيذاء النفس وتشويه الذات.
6 – الظلام: وفق ما كشف التقرير, فقد كان يبقى المحتجزين في مركز احتجاز “كوبالت” في ظلام دامس, مكبلين بالأغلال على نحو مستمر في زنازين معزولة, وسط ضجيج أو موسيقى عالية.
7 – العزلة: “حتى بعد تحسن ظروف الحبس مع بناء مركز اعتقال جديد, كان يتم احتجاز المعتقلين في عزلة تامة إلا عندما يتم استجوابهم أو التحقيق معهم من قبل موظفي وكالة الاستخبارات المركزية”, وكذلك كان يتم الحبس في مكان ضيق لا يمكن التحرك داخله.
وحدد العديد من علماء النفس غياب الاتصال البشري الذي يعانيه المعتقلون باعتباره سببا للمشكلات النفسية.
8 – الإذلال: في بعض الأحيان, كان يمشى المحتجزين في مركز احتجاز “كوبالت” عراة أو يتم تقييدهم بالأصفاد وأيديهم فوق رؤوسهم لفترات طويلة, وتارة أخرى كانوا يتعرضوا لما وصف بأنه “إذلال شديد”, حيث يصرخ ما يقرب من خمسة من ضباط الاستخبارات في المحتجز, ويجرونه خارج زنزانته.
9 – تمزيق الملابس والسحل:بحسب ما أورد التقرير, فقد كان يتم تمزيق ملابس المحتجز مع تأمينه (تقييد حركته) بشريط لاصق, قبل تغطية رأسه وجره ذهابا وإيابا عبر ممر فيما يتم ضربه.
10- الصفع واللكم: من بين الأساليب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية, أسلوب صفع المعتقلين, وضربهم للحائط, بشكل يجمع بين الأسلوبين, وهو ما قامت به مع معتقلها الأول أبو زبيدة وآخرون.
كما كان يتم استخدام أساليب أخرى في هذا السياق مثل إمساك الوجه, وتستخدم بطرق عدة منها إمساك الوجه بيد واحدة أو يدين.
وكذلك في هذا السياق كان يتم مواجهة الضحية للحائط رافعاً ذراعيه بحيث يلامسان الحائط.
11- التهديد بالكهرباء: أوضح التقرير أن وكالة الاستخبارات الأميركية استخدمت التهديد بالكهرباء, مع أحد المعتقلين ويدعى عبد الرحمن النشيري, من دون أن يذكر استخدام الكهرباء بشكل مباشر عليه.
وعبدالرحيم النشيري هو سعودي متهم بالتخطيط لتفجير المدمرة الأميركية “يو إس إس كول” العام 2000 بميناء يمني.
12- عصا المكنسة: كما استخدمت الوكالة أسلوب إجهاد جسد الشخص الذي يتم استجوابه عن طريق ارهاق ركبتيه, ودلل التقرير على ذلك بأن “أحد مسؤولي تحقيقات وكالة المخابرات المركزية وضع عصا مكنسة خلف ركبتي زبير (مشتبة به) عندما كان (يجلس) على ركبتيه على الأرض”.
13- خفض درجات الحرارة: أشار التقرير إلى خفض درجة الحرارة في أحد زنازين سجن بـ”كوبالت” ويرجح أنه ساهم في وفاة أحد المعتقلين.
كما أن رئيس الاستجوابات وصف “كوبالت” بأنه “حصن”, فيما ذكر مسؤول آخر كبير في “سي آي إيه” أن “كوبالت” في ذاته تقنية معززة للاستجواب.
14- المنشفة: أشار التقرير إلى أنه تم مهاجمة أبو زبيدة بعد تقييده وتغطية وجهه ولف منشفة حول رقبته لاستخدامها كطوق ودفعه باتجاه حائط الزنزانة.
15- الماء المثلج: كان يتم تعريض المعتقلين لحمامات مليئة بالماء المثلج.
16 – التابوت: تخويف الضحية عن طريق اخباره بأنه سيتم قتله لا محالة ودفنه, ويحضر تابوت لإثبات صحة كلام المحقق.
وأشار التقرير إلى دفع المعتقلين للاعتقاد بأنهم لن يسمح لهم أبدا بمغادرة محبسهم في الوكالة أبدا وهم على قيد الحياة, واقترحت الوكالة على أحد المعتقلين بأنه يمكن أن يغادر فقط في تابوت, كدليل على عدم السماح بخروجهم.
ونقل التقرير, أحاديث لما دار بين بعض محققي الـ”سي أي إيه” والمعتقلين, ومن بين هذه الأحاديث, ما قاله أحد المحققين لمعتقل بأنه لن يذهب أبداً إلى المحكمة لأنه “لا يمكن أن نسمح بأن يعرف العالم بما فعلناه بك”.
17 – التغذية عن طريق الشرج: تتلخص بوضع انبوب داخل المخرج (الشرج) مرتبط بطعام مهروس وضخها إلى داخل بدنه, وهي طريقة طبية قديمة تستخدم كأسلوب للتعذيب.
18- الإرواء الشرجي: ضخ سوائل إلى جسم الضحية باستخدام نفس اسلوب التغذية عن طريق الشرج, بدلاً من الفم.
19- استخدام البامبرز او الحفاضات: وهو ما يستخدمه الطفل عند قضاء حاجته, يلبس الضحية حفاظاً بقصد الاهانة, لكي يقضي حاجته داخلها بدلاً من الذهاب إلى الحمام.
20- استخدام الحشرات: وضع الضحية في مكان مليء بالحشرات كالبعوض والديدان.
وخلص التقرير الاستثنائي لمجلس الشيوخ الاميركي إلى أن استخدام تقنيات الاستجواب المشددة التي اعتمدتها “سي آي إيه” بعد 11 سبتمبر 2001 لم يسمح بإحباط تهديدات وشيكة بتنفيذ اعتداءات.
وجاء في خلاصة التقرير أن “تقنيات الاستجواب المتشددة للسي آي إيه لم تسمح بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة, مثل معلومات تتعلق بقنابل موقوتة مفترضة اعتبر الكثيرون أنها تبرر هذه التقنيات”.

إرسال تعليق

 
Top