حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الكونغرس على اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد تنظيم “داعش” لثلاث سنوات على الأقل.
لكن خلال نقاش محتدم في الكونغرس ليل أول من أمس, تعرض وزير الخارجية لانتقادات من جمهوريين وديمقراطيين شددوا على أنه إذا كان الرئيس باراك أوباما بحاجة الى سلطات جديدة لمحاربة المتطرفين, فعليه أن يضع نصاً يعرضه على مجلس الشيوخ.
ومنذ أغسطس الماضي, تستخدم إدارة أوباما تفويضاً قائماً لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم “القاعدة” و”طالبان” وفروعهما, كان صدر بعد أيام من اعتداءات 11 سبتمبر ,2001 كإطار قانوني لشن ضربات ضد تنظيم “داعش”.
وقال كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “أعتقد أننا متفقون جميعا على ان هذا النقاش يجب ان ينتهي بتصويت حزبي يوضح بأن هذه المعركة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” ليست من طرف حزب واحد وإنما تعكس تصميمنا الموحد على إضعاف وهزم هذا التنظيم في نهاية المطاف”.
واضاف ان “شركاءنا في التحالف يجب أن يعرفوا هذا الامر, وكذلك الرجال والنساء في قواتنا المسلحة. كما يجب ان يفهم هذا الامر كوادر تنظيم “الدولة الاسلامية” القتلة ومرتكبي الاغتصاب”.
وطلب من اللجنة المساهمة في وضع تفويض جديد “يعطي اشارة واضحة على دعم عملياتنا العسكرية الجارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.
وحض كيري أيضاً على ألا يحصر النص التحركات الاميركية جغرافياً بسورية والعراق, مشيرا الى ان صلاحيته يجب أن تكون ثلاث سنوات قابلة للتمديد.
كما دعا وزير الخارجية الاميركية أعضاء مجلس الشيوخ إلى عدم استبعاد نشر قوات على الأرض.
وفي إشارة إلى تأكيد أوباما غير مرة أنه لن يرسل قوات أميركية للقيام بأعمال قتالية ضد “داعش”, قال كيري إن “هذا لا يعني أننا يجب أن نكبل مسبقاً أيادي القائد الاعلى للقوات المسلحة أو قادتنا بالميدان في إطار الرد على سيناريوهات أو أوضاع طارئة يتعذر توقعها”.
وفيما لم تخطط إدارة أوباما لشن اية عمليات مع التحالف خارج سورية والعراق, قال كيري ان السلطة القانونية الجديدة يجب “ألا تحد من قدرتنا” على التحرك في أماكن أخرى إذا تطلب الأمر.
وقال امام اعضاء مجلس الشيوخ “برأينا سيكون من الخطأ اعطاء اشارة لتنظيم الدولة الاسلامية بأن هناك ملاذات آمنة لهم خارج العراق وسورية”.
من جهته, قال رئيس اللجنة روبرت منينديز ان لديه نصاً جاهزاً للتصويت مشيرا الى انه يمكن ان يمضي بذلك اليوم الخميس.
واعتبر انه ليس أمراً جيداً الاعتماد كما هو الحال الآن على التفويض الصادر العام 2001 والتصويت في 2002 لاجتياح العراق.
وشكلت جلسة الاستماع التي استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة فرصة مهمة أيضاً لاعضاء مجلس الشيوخ لكي يهاجموا الستراتيجية الاميركية في المنطقة.
وفي هذا السياق, اتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين إدارة اوباما بالفشل في مساعدة الشعب السوري, قائلاً إن مسلحي المعارضة السورية المعتدلة “لا يتفهمون صراحة لماذا لا تقومون بحمايتهم” من البراميل المتفجرة وهجمات قوات بشار الأسد.
بدوره, انتقد السيناتور ماركو روبيو عدم قيام الإدارة بتحديد ما تحتاجه في معركتها ضد المتطرفين بوضوح, قائلاً “مع هذه الفكرة الواضحة بشأن ما يجب أن يكون عليه التفويض لا أفهم لماذا لم تقم الادارة بخطوة لعرضه, على الاقل امام هذه اللجنة كبداية لمناقشته?”
وأضاف “إذا كان أوباما يريد التفويض للانتصار في المعركة, فيجب عليه أن يحدد لنا شكل المعركة”.
إرسال تعليق