صرّح نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين صالح المطلك ، الأحد، بأنَّ "أزمة النازحين تتجاوز إمكانات العراق، مبينًا "إننا نتطلع إلى المساعدات من المجتمع الدولي".
ودعا المطلك خلال " اجتماع أجندة الطاولة المستديرة للدول المانحة " الذي عقد، الأحد، في بغداد بحضور وزير الخارجية إبراهيم الجعفري وعدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الاتحادية ومسؤولين في الأمم المتحدة، الأشقاء والأصدقاء إلى توفير الأموال اللازمة لتلافي تلك الأزمة والتي قد تصل إلى خمسة مليارات دولار بحسب التقديرات الرسمية، لافتًا إلى أنَّ "العراق بلد غني لكنه يمر اليوم في أزمة مالية ناتجة عن تدهور أسعار النفط".
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ، في كلمته خلال الاجتماع، أنَّ تنظيم "داعش" يرتكب أشد المحرمات على مرأى العالم كله، ما ولد ردود فعل جيدة ارتسمت في لقاءات جدة وباريس، حيث وقف العالم إلى جانب العراق وأبدى استعداده لتقديم مساعدات أمنية وإنسانية ، مشيرًا إلى أنَّ العراق بلد غني، بل من أغنى بلدان المنطقة، ولديه النفط والزراعة والسياحة والموقع الاستراتيجي، لكنه يتعرض لأمر استثنائي، من خلال هجمة " داعش " التي لم تبدأ به ولن تنتهي به، إذ ستستمر في مناطق أخرى لتهدد البلدان الأخرى خصوصًا تلك التي يشارك رعاياها مع ذلك التنظيم".
ودعا الجعفري، دول العالم إلى الإسهام في مقاتلة "داعش" مع العراق قبل أن ينتقل التطرف إلى أراضيها لأَّن ذلك التنظيم يهدد المنطقة كلها من دون استثناء، عادًا أنَّ ظرف العراق استثنائي بعد أن فقد 40 في المائة من موارده نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية".
ومن جهته، أفاد وزير المال، هوشيار زيباري ، في تصريح للصحافيين على هامش الاجتماع، بأنَّ الاجتماع جاء بدعوى مشتركة من منظمة الأمم المتحدة والحكومة العراقية ، بهدف توضيح أوضاع النازحين في البلاد نتيجة هجمة "داعش"، وما يعانونه من أوضاع بائسة حاليًا.
وأشار زيباري، إلى أنَّ الحكومة أولت النازحين أولوية كبيرة وخصصت لهم 850 مليون دولار، قرابة تريليون دينار، في موازنة العام 2015 المقبل، برغم الصعوبات التي تعانيها نتيجة العجز الكبير في الواردات.
يُذكر أنَّ تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في العاشر من يونيو/ حزيران 2014، كما امتد نشاطه بعدها إلى محافظات أخرى بينها صلاح الدين وكركوك وديالى وأربيل ودهوك والأنبار ومناطق قريبة من العاصمة بغداد، وأدت سيطرته إلى نزوح أكثر من مليوني مواطن إلى مناطق مختلفة في البلاد منها محافظات إقليم كردستان.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان ، أعربت، في الـ28 من تشرين الأول/ نوفمبر2014 الماضي، عن "قلقها البالغ" من الأوضاع الصعبة التي تواجه أكثر من مليوني نازح، وما نجم عنها من موت 1500 طفل وإجهاض 138 سيدة حتى الآن، فيما طالبت بضرورة الإسراع بإقامة مخيمات كرفانية لهم، وتحويل المبالغ المرصودة لإغاثتهم للمحافظات التي تستضيفهم.
إرسال تعليق