كشف نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي، الأربعاء، أن الحكومة تحقق مع ضابط رفيع بموقع حساس أعطى أمراً بمغادرة طائرة الأسلحة الروسية بعد مصادرة شحنتها، مؤكداً وجود جهات لا تريد كشف خيوط الصفقة التي لم تكن تتجه لكردستان بل لـ"داعش"، فيما لفت الى أنها استخدمت عقوداً قديمة مستنسخة من وزارة الدفاع للسماح لها بالإقلاع من أوكرانيا.
وقال الاعرجي في حديث لبرنامج "حديث الوطن" الذي تبثه "السومرية الفضائية"، إنه "باعتقادي ان هذه الطائرة لم تكن الأولى، والكل يعلم أن السلاح الذي كان على متنها هو صواريخ وقاذفات وأسلحة (نوع بي كي سي)"، مبيناً أن "الطائرة غادرت بغداد بعد مصادرة شحنتها، بأمر من قائد مهم برتبة رفيعة وموقع حساس".
وتساءل الأعرجي، "كيف تصرف هذا القائد هكذا، لأن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لم يعط هذا الأمر، وكان من المفترض مصادرة الطائرة وحمولتها، من أجل معرفة صاحبها وأي شركة أرسلتها"، مشيراً الى أن "البحث والتحقيق جارٍ لمعرفة سبب سماح هذا القائد بمغادرة الطائرة، لأن ذلك يعني أن هناك جهات لا تريد أن تنكشف خيوط هذه الصفقة".
وأصاف أن "الطائرة استخدمت عقوداً مستنسخة قديمة من وزارة الدفاع، واستخدمت لإقلاعها من أوكرانيا"، مشيراً الى ان "هذه العقود هي صحيحة، لكنها ليست لهذه الصفقة".
وشدد الأعرجي بالقول، "لدي قناعات بغض النظر عن التحقيق، أن تلك الأسلحة كانت ذاهبة لداعش، لأن الجيش العراقي لا يحتاج لصواريخ حتى يضرب بها مدرعات، كما أن داعش يستخدم عجلات حمل تتطلب امتلاك الجيش لنوع آخر من السلاح للتعامل معها".
وتابع نائب رئيس الوزراء أن "من يقول أن هذه الطائرة كانت ذاهبة الى إقليم كردستان، فهذا غير صحيح، لأن الاتفاق يقضي بأن أي طائرة أسلحة ترسلها أي دولة رسميا للإقليم، يجب أن تهبط أولا في بغداد للاطلاع على تفاصيلها وبعدها تتوجه للإقليم"، مشيرا الى "وجود تجار سلاح، وهناك شكوك بأن تنظيم داعش قوى بعد سقوط تلعفر، وكان حريصاً على اخذ تلعفر من اجل الحصول على المطار البعيد عن الأنظار".
يشار الى أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي كلف، في (13 تشرين الثاني 2014)، وزير الدفاع بالتحقيق بشحنة الأسلحة المجهولة على متن الطائرة في مطار بغداد، فيما أمر بمصادرة شحنة الأسلحة.
وكشفت وسائل إعلام محلية في تشرين الثاني الماضي، أن طائرة شحن تعود لشركة روسية محملة بـ40 طناً من الأسلحة المتوسطة والخفيفة هبطت في مطار بغداد، مبينة أن جهاز المخابرات وبالتنسيق من سلطة الطيران المدني والمسؤولين في مطار بغداد أحبطوا محاولة إدخال هذه الأسلحة.
إرسال تعليق