اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن توجه الحكومة الالمانية لتزويد الحكومة العراقية بالسلاح من اجل مواجهة تنظيم داعش، واستعدادها لتوفير الامكانات والخبرات لتطوير الاقتصاد العراقي، من جانبها اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل استمرار بلادها بدعم العراق بمجال التجهيزات العسكرية وتدريب القوات الامنية.
وكان العبادي قد وصل أمس الى المانيا للمشاركة بمؤتمر ميونخ للأمن الذي ينطلق اليوم الجمعة.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل، ان "بين العراق والمانيا علاقات عميقة منذ عدة سنوات، والمانيا جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش وقدمت المساعدات للعراق في المجال الاستخباري والامني ومجال المدربين، ويوجد قرار الماني لتزويد العراق بالسلاح تم تزويد البيشمركة والان يتم تزويد الحكومة العراقية بهذا السلاح".
واضاف ان "تعميق العلاقات بين العراق والمانيا اساسي وجوهري،فالعراق يواجه داعش الذي خطره يمثل تهديدا وجوديا للحالة العراقية وتهديدا لأمن العالم، وهناك تعاون امني واستخباري بين العراق والمانيا فيما يتعلق بالمقاتلين الاجانب الذين يمثلون حالة خطرة، اذ ان الالاف من هؤلاء يأتون من مختلف اقطار العالم من بينها المانيا ويعبرون الى سوريا ويسببون قتل العديد من الضحايا والتدمير".
واوضح العبادي ان "المقاتلين الاجانب هم من اشرس المقاتلين في العراق ويجب ملاحقتهم ومنعهم، فهم يتدبرون على القتال في العراق والمانيا ويعودون الى البلاد للقيام بالعمليات الارهابية كما حصل في فرنسا ودول اخرى، لدينا معلومات بان الجماعات الارهابية تطور انواع معينة من الاسلحة لاستخدامها في حربها وعملياتها".
واشار "اننا بحاجة الى المزيد من التعاون، وقد وجدت لدى المستشارة الالمانية استعدادا كبيرا للتعاون مع العراق لمواجهة داعش بمختلف الوسائل الامنية والاستخبارية والعسكرية"، موضحا "اننا نحتاج الى تدريب للقوات الامنية وقوات الشرطة بالذات للسيطرة على المناطق المحررة من داعش اذ ان الحكومة متوجه لإخراج الجيش من المدن وتسليم الامن الداخلي لقوات الشرطة ونحتاج الى التدريب والمانيا لها تاريخ طويل بهذا النوع من التدريب".
وفيما يخص الجانب الاقتصادي قال العبادي ان "العراق يعيش ازمة نقدية بسبب انهيار اسعار النفط، وهناك توجه لإحداث اصلاح حقيقي في بنية الدولة والشركات المملوكة لها والتعاون بين القطاع العام والخاص، والمانيا لديها تجربة بهذا النوع خصوصا بعد التحام الالمانيتين [الشرقية والغربية] وتحول الكثير من الشركات الى شركات ناجحة ونستطيع الاستفادة من الخبرة الالمانية في المجال الاقتصادي لتطوير وتحفيز الاقتصاد العراقي".
واوضح رئيس الوزراء ان "العراق يقاتل داعش وخصصت الكثير من الامكانيات لمقاتلة داعش، ولكن علينا ان نوفر الخدمات والمعيشة الصالحة لمواطنين العراقيين هناك محافظات لا تخوض الحرب علينا توفير الخدمات للمحافظات التي لا يوجد فيها حرب وتهيئة الوضع للمحافظات التي تحت احتلال داعش لخلق فرص عمل بها وتحسين اقتصادها بعد انهاء الحرب".
واستطرد ان "التعاون مع المانيا والتحالف الدولي تعاونا استراتيجيا، ونتطلع الى المزيد منه، وهناك لجنة مشتركة بين البلدين والاجتماع المقبل سيكون في ايلول المقبل للتواصل بين الجانبين العراقي والالماني لبحث الملفات التي علينا التعامل بها لمساعدة الاقتصاد العراق والوقوف بوجه داعش".
وبين ان "داعش في طريقها الى الاندحار وكلما تم الضغط عليها تحاول خلق تهديد وتحدي بجانب اخر، ومن اجل تقصير المدة التي نستطيع خلالها التغلب على داعش نحتاج الى وقوف المجتمع الدولي معنا وزيارتي الى المانيا لحشد الدعم الدولي للعراق لمواجهة داعش من اجل سرعة القضاء عليها".
وفيما يتعلق بتحرير الموصل، اوضح العبادي ان "استعادة الموصل بدأت منذ حوالي ثلاثة اشهر، واخترنا قيادة لعمليات تحرير الموصل، وخطة تحرير متكاملة وتعتمد على تجهيز القوات العراقية والبيشمركة"، مشيرا الى ان "التنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان في مستويات عالية فيما يتعلق بالجانب العسكري والاستخباري والامني ونسعى لتطوير المزيد من هذه العلاقات".
ولفت الى "حوار وتعاون مع التحالف الدولي، لتوفير غطاء جوي ومساعدات لوجستية للنجاح في الموصل، فلا نريد ان نخوض حربا بها احتمالات غير محسوبة فهدفنا الاول تحرير الموصل وتقليل الخسائر فلا يجوز الدخول بمعركة خاسرة تسبب المزيد من الضحايا، واستطيع ان ابشر اهالي الموصل ان الخلاص من داعش بات قريبا".
وبخصوص حاجة العراق للدعم الدولي قال رئيس الوزراء العراقي "هناك حاجة ملحة للدعم، ومن اهم الدعم الذي توفره المانيا للعراق فيما يتعلق بالكشف عن الالغام وتفكيكها فداعش لديها قدرة كبيرة على زرع الالغام التي تسبب المزيد من الضحايا"، لافتا الى ان "القوات الامنية العراقية تفكك الالغام باليد ونقدم المزيد من الضحايا لذا فنحن نحتاج الى مساعدة فنية وتدريبية من المانيا بهذا المجال والذي يدخل ضمن الجانب الانساني والجانب العسكري".
وطالب العبادي المانيا بـ"تقديم الدعم للعراق بالجوانب غير القتالية، لان داعش لها قدرات كبيرة وتسببت بالمزيد من الخسائر بين العراقيين وهناك مقاتلين اجانب يسببون تدمير هائل للبنى العراقية وهم ليسوا خطرا على العراق والمنطقة فحسب بل انهم يشكلون خطرا على العالم وكلما استمر الصراع تولدت قدرة اضافية لداعش تهدد السلم والامن العالمي"، مؤكدا ان "دون دعم دولي حقيقي سيطول الصراع وهذا ليس من مصلحة العالم، والعراق الدولة الوحيدة التي لها قوات تقاتل داعش على الارض ومن اجل تقليل امد الصراع فنحن بحاجة الى دعم مستمر من المانيا ودول التحالف للوقوف وانهاء داعش بفترة قياسية".
وتابع العبادي "اننا نتطلع الى المزيد من التعاون الالماني مع العراق بالجانب الاستخباري والتدريب وتزويد المعدات التي تؤمن محاربة داعش، اضافة الى قدرة المانية وخبرتها في مسألة اندماج القطاعين العام والخاص وتطوير القطاعات الحكومية خصوصا وان العراق يعيش في ازمة نقدية حقيقية لانخفاض اسعار النفط"، مشيرا الى انه "من الممكن ان تقدم المانيا خلال هذه السنة المزيد من المساعدات الى العراق والتعاون من اجل تجاوز الازمة فالخبرة الالمانية مهمة جدا"، معلنا عن "استعداد المانيا لتوفير الخدمات والامكانات والخبرات الى الجانب العراقي لتطوير الاقتصاد".
إرسال تعليق