0

العمليات العسكرية السورية في محافظة الحسكة بعيدة عن وسائل الإعلام، وبكون القرى التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها في المناطق الشمالية الشرقية من المدينة ذات طبيعية منبسطة، مما يصعب عملية استعادة السيطرة عليها، خاصة وإنها مناطق زراعية لم يكن فيها أي تواجد للجيش قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش.
العملية التي يروي تفاصيلها أحد مقاتلي "مغاوير" مدينة الحسكة خطط لها عبر تسلل نحو 100 من فدائيي المغاوير عبر نهر "جغجغ" الذي تحول إلى مسيل ماء قريب من مجاري الصرف الصحي في طبيعته، الأمر الذي لم يتوقع عناصر داعش أن يتم من خلاله عملية تسلل نحو المنطقة التي كان يتواجد فيها عناصر بكثافة عددية كبيرة، بكون هذه القرية تحولت إلى خط تماس مباشر مع الجيش العربي السوري، والقوات المساندة له، ولم يشأ المصدر أن يذكر اسم المنطقة بكونها مازالت إلى الآن تشهد عمليات اشتباك بين الجيش وداعش بين الحين والآخر، ومازال الجيش يعمل على تحصينها بكونها واحدة من النقاط التي يمكن للتنظيم أن يشن عليها هجوماً في أي وقت، لكن المصدر أشار إلى أنها واحدة من المقرر المحررة في الجهة الشمالية الشرقية.
وبحسب المصدر فقد تسللت عناصر المغاوير عبر النهر لمسافة تصل إلى نصف كيلو متر، وضمن المياه الآسنة كان من المفروض على العناصر أن تسير بهدوء تام في وقت متأخر من الليل، حاملين معه عتاد متوسط إلى خفيف، فالعملية كانت تعتمد على الاقتحام السريع حين الوصول إلى نقطة التماس، وبعد الوصول توزع العناصر مشكلة قوس مطوقة القرية التي طرد منها داعش سكانها واستولى عليها محولاً أياها إلى معسكر، ومن ثم تم فتح النيران بكثافة من كل نقاط القوس مع عملية تقدم نحو القرية بشكل سريع بهدف الالتحام المباشر على الرغم من إن الكثافة العددية تميل لمصلحة داعش، لكن عنصر المفاجئة جعل من موازين المعركة تميل لمصلحة قوة "المغاوير" المهاجمة.
ويؤكد المصدر أن المعركة لم يكن مخططاً لها أن تصل إلى الاشتباك بالسلاح الأبيض، لكن اندفاع الفدائيين نحو المعركة أوصل المسافة إلى (صفر) بين المقاتلين السوريين و مقاتلي داعش، فما كان من مقاتلي الـ "مغاوير" إلا أن استخدموا أسلحة بيضاء متعارف عليها في سوريا من زمن ما قبل الأزمة بأنها أسلحة للمشاجرات الجماعية من قبيل "الشنتيانة" والـ "سكين الكباس" ووسط صيحات التكبير من الطرفين، كانت المعركة السريعة حاسمة لصالح استعادة السيطرة على القرية، ومع بزوغ الفجر تمكن عناصر الـ "مغاوير" من إحصاء قتلى تنظيم داعش الذين وصل عددهم إلى نحو 380 عنصراً، مع تأكيد المصدر أن الفارين لم يتجاوز عددهم الـ 25 عنصر إلى 30 بالحد الأقصى، والذين تمكنوا من الهروب عبر الدرجات النارية، وبكون عناصر الـ "مغاوير" تسللوا عبر النهر دون آليات تقلهم، فلم يقوموا بمطاردة الفارين.عناصر الـ "مغاوير" قاموا بدفن جثث قتلى التنظيم منعاً لانتشار الأمراض في المنطقة، ومن ثم قاموا هم أنفسهم بالانتقال إلى المشافي لمعالجة جرحاهم الذين أصيبوا خلال الاشتباك بالسلاح الأبيض، حيث أصيب منهم ثلاث فقط، واحد منهم أصيب في منطقة العنق دون أن تكون إصابته خطرة، لكنهم جميعاً بما فيهم الضابط من رتبة "ملازم أول" أصيبوا بـ التهاب الجلد الجرثومي المعروف طبياً باسم "القوباء".

إرسال تعليق

 
Top