0

لم تكد العاصفة الثلجية "هدى" تغادر الأردن، بما حملته من أمطار وثلوج وأضرار مادية جسيمة، حتى عاد الأردنيون على بدء، بعد أن أُعلن دخول العاصفة الثلجية "جنى"، وربما تكون هي الشقيقة الكبرى لهدى، ذلك أن خبراء الطقس قالوا إن نتائج تحليل نماذج التنبؤات الحاسوبية تُشير إلى احتمالية عالية لتأثر المملكة بعاصفة ثلجية نهاية الأسبوع الحالي، تُعتبر أقوى عاصفة منذ عِدّة سنوات، وتؤثر في الأردن وعموم مناطق بلاد الشام، وتُعتبر غير مُعتادة وقوية.

هذا الأمر أكده المتنبئ الجوي محمد الشاكر لـ"الخليج أونلاين" حين قال: "باندفاعٍ مباشر ستصلنا الكتلة الهوائية شديدة البرودة والقطبية، وهي قادمة من سيبيريا عبر البحر الأسود وتُركيا ومن ثم توجهها مُباشرة إلى دول بلاد الشام".

وأضاف: "وفقاً لآخر القراءات والتحاليل الجوية، يُتوقع أن يبدأ تساقط الثلوج بعد ظُهر الخميس المقبل، وذلك بدءاً من المناطق الشمالية والوسطى من المملكة، على أن تشتد عصراً ومساءً، وتمتد إلى مُعظم المناطق مع حلول ساعات المساء لتشمل بذلك الثلوج ليلة الخميس - الجمعة كافة محافظات المملكة عدا الأغوار والعقبة".

ثلوج تزيد على المتر

البيانات بشأن العاصفة "جنى" تشير إلى أن المُرتفعات الجبلية الشمالية والوسطى رُبما تصل سماكات الثلوج بها إلى ما يزيد على نصف متر، في حين ستكون التراكمات في الغالب قياسية في المناطق الجنوبية، وتتجاوز في بعض الجبال العالية المتر.

وما هي إلا ساعات قليلة على التنبؤات الجوية لوصول "جنى"، حتى شهدت محطات بيع المحروقات العاملة في كافة محافظات المملكة، والعاصمة عمان، ووكالات بيع الغاز المنزلي، ازدحاماً كبيراً من قبل المواطنين للتزود بمادة الكاز، ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه المخابز إقبالاً كبيراً من المشترين، مع أن العاصفة الثلجية ستصل بعد 48 ساعة، ودعوة الرسميين للمواطنين بعدم التهافت على شراء الخبر والكاز بشكلٍ كبير، إذ إن احتياجات المملكة من هذه المواد متوفرة وبكثرة.

المواطنون إلى الأسواق بكثافة

محمود الجندي – صاحب محطة لبيع المحروقات- تحدث لـ "الخليج أونلاين" عن حالة الازدحام التي تشهدها محطته بالقول: "ما نشاهده من عشرات المواطنين وهم يقفون بـ"طوابير" طويلة، اعتدنا على رؤيته في مثل هذه الأجواء"، واصفاً تخوف الناس من انقطاع ما يحتاجونه من موادَّ أساسية أثناء فترة المنخفض بـ"المبرر".

لكن المواطن علاء الأسطل، الذي كان يقف منتظراً دوره لأخذ ما يحتاجه من مادة الكاز، قال: إن "المشكلة أن المواطنين يشترون كميات فوق حاجتهم من الكاز والخبز والمواد التموينية لتخزينها، ليتكرر معنا بعد ذلك ما حصل أثناء العاصفة "هدى"، فأغلب ما تم شراؤه فسد وألقي في سلة المهملات".

احتكار واستغلال

"الخليج أونلاين" رصد في أثناء العاصفة الثلجية "هدى" اختفاء سيارات بيع الغاز، بل إن بيع أنبوبة الغاز زاد في بعض مناطق عمان إلى أكثر من 150%، في استغلال فاضح لحاجة الناس من هذه المادة المهمة التي يحتاجونها للتدفئة.

الأجهزة الرقابية أكدت أنها لن تسمح لأحد باحتكار السلع المهمة التي يحتاجها المواطنون، كما حصل في أثناء العاصفة الثلجية الماضية، مؤكدةً أنها ستعاقب وتحاسب كل من تسول له نفسه العبث بالأسعار أو باحتكار المواد، وتحت طائلة المسؤولية.

وكان الراصدون والمتنبئون الجويون في كل من الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين قد أطلقوا على العاصفة الثلجية القادمة اسم "جنى"، بعدما كانوا قد أطلقوا على العاصفة الثلجية الماضية اسم "هدى".

ويأتي ذلك وفق اتفاق يقوم على تسمية العواصف الشتوية التي تصل بلاد الشام بأسماء عربية ذات معانٍ ودلالات لها علاقة بالعواصف الشتوية القادمة على المنطقة.

وجنى، اسم مؤنث، أصله عربي، ومعناه كل ما يجنى من الثمار، من ثم يهدف المتنبئون من الاسم إلى ما ستجنيه المنطقة من أمطار خير وثلوج، خاصة أن فصل الشتاء أصبح في أيامه الأخيرة.

اللاجئون يعانون

ومع تصاعد حدة التحذيرات من وصول العاصفة الثلجية "جنى"، فإن الأنظار سرعان ما تتجه إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون واقعاً إنسانياً غاية في الصعوبة؛ لتزيد هذه الأجواء من مأساتهم ومعاناتهم المتفاقمة أصلاً.

ونتيجة للعواصف الثلجية التي هبت على المملكة مؤخراً، والتي أثرت بشكلٍ سلبي في حياة اللاجئين الفلسطينيين، فإن الحكومة ولجان تحسين خدمات المخيمات، بدأت بما يشبه الحملة الاستباقية قبل وصول العاصفة جنى إلى المخيمات، إلا أن اللاجئين الذين تحدثوا لـ "الخليج أونلاين" عبروا عن خشيتهم مما هو قادم من جراء العاصفة القطبية، إذ إن واقع المخيمات بمشكلاته وبنيته التحتية المتهالكة أكبر بكثير مما يظنه بعض الرسميون.

وتفتقر معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للبنية التحتية المناسبة للتعامل مع العواصف الثلجية التي تهب على المملكة بين الحين والآخر، ليترك اللاجئون في صراعٍ مع مياه الأمطار التي تدخل بيوتهم ومحالهم التجارية، فضلاً عن أجواء الصقيع القارس التي تصاحب هذه الأجواء وسط نقص حاد في مواد التدفئة، والخدمات اللوجستية التي يحتاجها اللاجئون وبشكلٍ عاجل.

إرسال تعليق

 
Top