خلا الأردن من مظاهر الاحتفال بما يسمى بعيد الحب أو (الفالنتاين)، حزناً على مقتل الطيار معاذ الكساسبة، حرقاً على يد تنظيم "الدولة".
وغابت الورود الحمراء عن الإشارات الضوئية في العاصمة عمان، والتي عادة ما تنتشر بشكل كبير في مثل هذا اليوم من كل عام، يبيعها باعة متجولون، علامةً بارزة على الاحتفال بهذه المناسبة، وفق رصد لوكالة الأناضول.
وقال مازن عباسي، أحد أصحاب محال بيع الورود: "مستوى بيع الورود هذا اليوم تراجع بشكل كبير وواضح، إذ إن الظروف الصعبة والأحزان التي يعيشها الأردنيون أنستهم عيد الحب".
وظهرت معالم الحزن جلية داخل المدن والأسواق الأردنية التي فرغت تماماً من أي دلالة تشير إلى مصادفة عيد بالفالنتاين، وخاصة ابتياع الهدايا، أو اللون الأحمر الذي يكسو المحلات في مثل هذه المناسبات.
وقال محمد صوالحة، أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الأردنية: إن "الحزن دائماً يطغى على الفرح، وكل الناس حزانى، ليس فقط بمستوى عيد الحب، بل إن هناك أفراح زفاف ونجاح وغيرها ألغيت إجراءاتها نتيجة الحزن على الطيار معاذ الكساسبة".
وعبر الأردنيون عن حزنهم الشديد وتعاطفهم مع مقتل الطيار معاذ الكساسبة، الذي لا تزال آثاره واضحة حتى يومنا هذا، متجلية في تنفيذ العشرات من المسيرات المنددة بالطريقة الوحشية التي قتل بها، إلى جانب اشتعال مواقع التوصل الاجتماعي بالعبارات والصور الحزينة التي ترثي الطيار معاذ.
واعتبر عبد الخالق ختاتنه، الخبير في العلاقات والقضايا الاجتماعية، أنه "ليس مستغرباً أن يلغي الكثير من الأردنيين أفراحهم بالمناسبات السعيدة هذه الأيام، تناغماً وانسجاماً مع ما مر به الأردن".
وأضاف ختاتنه للأناضول، أن عملية "التضامن والتماسك تظهر على أشدها وأكمل وجوهها؛ لأن سيادة المنظومة القيمية في المجتمع العربي على الرغم من الحداثة والتطور، إلا أنها فاعلة بتجذرها في أعماق النفس العربية".
وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "الدولة"، بث قبل نحو أسبوعين قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما)، حرقاً، على يد عناصر التنظيم.
إرسال تعليق