في النصف الأول من القرن العشرين، كان هناك تمثال من الرخام بطول ثمانية أقدام للنبي صلى الله عليه وسلم يطل على حديقة ميدان ماديسون من أعلى سطح شعبة النقض في دار القضاء الكائنة في ضاحية ماديسون--
قد وُضع التمثال بين تماثيل تسعة من “ المُشرعين العظام ”، بما فيهم كونفوشيوس وموسى--وصورة التمثال يمثل رحل يحمل سيفا وكتاب
--
يقول جورج تي.كامبل، رئيس كتبة شعبة النقض، القسم الأول، “ على الأرجح لم يعرف المسلمون بوجود التمثال ” في عام 1955، وذلك عندما جرى أخيرًا إزالة التمثال مراعاة للمسلمين، الذين يمثل تصوير الرسول بالنسبة لهم إهانة.
ولكن لا يبدو أن من بنى المحكمة كان ينوي إهانة المسلمين أو أي أحد آخر. فالمهندس المعماري (جيمس براون لورد) عمل مع مجموعة من النحاتين لزخرفة الواجهة بشخصيات تلهم الناظرين.
يقول مايكل إتش.بوغارت، أستاذ تاريخ الفن في جامعة ستوني بروك “ كانوا مهتمين بتقديم الإسلام، أحد أعظم الأديان على وجه الأرض، إلى القانون الأمريكي والحضارة التي سادت في أوائل القرن العشرين ”.
ولكن فى العام 1953 أعلنت شعبة الاستئناف أنه ستجري عمليات إصلاح على المبنى المتداعي، وجرى إزالة كافة التماثيل العشرة، والسبب أن حالتهم كانت سيئة جدًا. رغم أن السيد كامبل قاتل بشدة لإصلاحها وتنظيفها والإبقاء عليها.
لكن الحقيقة ان المناقشة العلنية للمشروع لفتت انتباه سفارات مصر وإندونيسيا وباكستان إلى وجود التمثال، فطلبوا من وزارة الخارجية التدخل لدى مفوض الأشغال العامة في المدينة.
كما أرسل العديد من المسلمين إلى المحكمة يطلبون منها التخلص من التمثال، حيث قال كامبل عام 1955 “ إن قضاتنا السبعة يوصون بالموافقة على الطلب ”.
وفي وقت ما بين عامي 1954 و1955، جرى إنزال التمثال ، والذي كان وزنه يزيد على 1000 رطل، إلى الشارع، وجرى لفه في نجارة ونقله إلى مخزن في نيو آرك. لكنه لم يكن قد جرى التخلص منه عندما كتبت عنه صحيفة التايمز في التاسع من أبريل عام 1955.
وفي مقال نشرته صحيفة التايمز يوم 12 فبراير 2006 بعنوان “ صور محمد، ولَّت إلى غير رجعة”، واشارت الى إلتمثال بعد أن شوهد آخر مرة في عام 1983 “ملقى على جانبه في حديقة من الحشائش الطويلة في مكان ما في نيو جيرسي ”.
إرسال تعليق