هناك عدداً لا يمكن لنا إغفاله أو الاستهانة به من الشباب السعودي، الذين يباركون هذا المجد وهذا الانتصار..
بعدما أحرق تنظيم داعش الظالم الطيار الأردني معاذ صافي الكساسبة، كنت متأكدة أن هناك أصواتاً ستخرج من كهفها؛ لتشكك في صحة الفيديو الذي تنوقل عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد أن الطيار لم يحرق، وأنه لا يزال على قيد الحياة، وبأن ما حدث ليس إلا خدعاً سينمائية عالية الجودة، استُعين بها أثناء تصوير حرق الطيار الأردني، ونلحظ أنه في كل حدث إرهابي، لا بد لهذه الأصوات من أن تظهر، وأن تتفنن بالتعليق والتشكيك، وتفنيد الأحداث على هوى خيالي محض؛ فقط لأنها لا تريد أن تعيش الواقع الحقيقي، كما أنها لا تريد أن تصدقه، وكما حدث في العملية الأخيرة في باريس، عشية الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»، وسبقتها أحداث «سبتمبر11» أثناء قيام شبان منتمين إلى تنظيم القاعدة، بشن هجوم على برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، كانت هذه الأصوات تعلو عبر فضاء واسع؛ لتحيك القصص الطريفة، على اعتبار أن كل ما يحدث حولنا من إرهاب، صناعة أميركية أو صهيوينة، وأن الهدف منها هو إحراج المسلمين فقط لا غير.
وحينما ظهر تنظيم داعش أمام العالم، بدت استراتجياتها الإعلامية مختلفة عما كانت ينحو إليه تنظيم «القاعدة»، فهي قد جاءت لتجد أمامها جيلاً مختلفاً تماماً، فقدمت له نفسها بطريقة مبتكرة، وحاولت أيضاً أن تبتكر طرقاً جديدة في قتل وذبح أسراها، مدركةً أن التقدم التقني لم يرافقه تقدم فكري لدى الكثير من الشباب؛ لهذا ظهرت كما رأينا أثناء حرق الكساسبة، بأنها تمتلك احترافية في العمل، مكَّنتها من أن تقوم على إنتاج فيلم روائي قصير، أو يمكن لنا تصنيفه بفيلم وثائقي، استعانت من خلاله بأهم وأفضل التقنيات الحديثة، من حيث الإخراج وتقطيع الصور والمونتاج، واختيار المكان والوقت الملائم لإظهار جودة التصوير. ما يجب على الجميع ولاسيما الشباب إدراكه، هو أن ما يقوم به «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية، لا يمت إلى الإسلام بصلة، وأن الفيلم الذي قدمه لنا هذا التنظيم في سهرة مسائية حقيقي، والهدف منه بث الرعب لدى المتلقي.
لا يوجد أي بيت مسلم في الوقت الحالي، لا يعرف من يكون «داعش»، في مقابل ذلك يعلمون جيداً ماذا حدث لمعاذ الكساسبة، وكنت أتوقع تعاطفاً إسلامياً ودولياً وهو ما حدث، حتى إن قنوات إخبارية رفضت بث فيلم الحرق لبشاعته، وانقلبت الأردن رأساً على عقب إثر نشر المقطع، وشعر الأردنيون أن معاذاً لم يكن إلا واحداً من أبناء بيت كل أردني، ويتوجب الحداد عليه، لكن في مقابل ذلك فوجئت حينما تصفَّحت «هاشتاقاً» خاصاً بحرق الكساسبة على «تويتر»، رأيت أن هناك عدداً لا يمكن لنا إغفاله أو الاستهانة به من الشباب السعودي، الذين يباركون هذا المجد وهذا الانتصار، ولو كنت في مكان الحكومة السعودية، لأمرت وعلى الفور بتتبع مثل هذه الحسابات؛ لأنها تنبئ عن خطر محتمل. هذه العقول ما هي إلا قنابل موقوتة قابلة للانفجار، ويجب على الحكومة سرعة إبطالها، وهنا لمست حقيقة ما كان يتطلع إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، حينما قرر فتح الابتعاث الدراسي على مصراعيه إلى الخارج، حتى تُعطى مثل هذه العقول الشابة فرصة كبيرة لرؤية أكثر وضوحاً نحو العالم الآخر، وعبر منظور مختلف، فمعظم المتعاطفين مع ما قام به «داعش» وما سيقوم به لاحقاً، هم -غالباً-، كما شاهدت من حساباتهم، يعيشون بيننا وفي وسط أحياء وضواحي الوطن، إذاً الخطر يكمن في كل مكان.
والعقول التي بدأت تؤمن بأن الحرق والنحر الوسيلة الأفضل لأخذ الحق والثأر لحقوق المسلمين المضطهدين -من وجهة نظرهم- بالطبع، لو تتبعت سيرة أحدهم لربما -وهذا أمر وارد- تجد أن معظمهم بعيد جداً، عن الضوابط والتشريعات التي فرضها الإسلام على الفرد، لكنه يتفق بإرادته مع الأسلوب الوحشي للأعمال الإجرامية لتنظيم داعش.
ويتضح من تفاعل الشباب وتعاطفهم مع هذا التنظيم، أنهم يملكون فكراً فيه الكثير من اللبس في المعتقدات والقيم، الذي يجعل بعضهم يشعر بأن ما يقوم به «داعش» هو انتصار، وبأنه قادر على أن يخيف أميركا، فهم -للأسف- لا يزالون يحملون فكر «صدام حسين» الأثري، والذي أعتقد بأنه بعنجهيته أقوى من كل الدول الكبرى، وجر وطنه بتفكيره الأرعن نحو خيبات متتالية، لم يجنِ العراق منها سوى الفقر والدمار.
بعدما أحرق تنظيم داعش الظالم الطيار الأردني معاذ صافي الكساسبة، كنت متأكدة أن هناك أصواتاً ستخرج من كهفها؛ لتشكك في صحة الفيديو الذي تنوقل عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد أن الطيار لم يحرق، وأنه لا يزال على قيد الحياة، وبأن ما حدث ليس إلا خدعاً سينمائية عالية الجودة، استُعين بها أثناء تصوير حرق الطيار الأردني، ونلحظ أنه في كل حدث إرهابي، لا بد لهذه الأصوات من أن تظهر، وأن تتفنن بالتعليق والتشكيك، وتفنيد الأحداث على هوى خيالي محض؛ فقط لأنها لا تريد أن تعيش الواقع الحقيقي، كما أنها لا تريد أن تصدقه، وكما حدث في العملية الأخيرة في باريس، عشية الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»، وسبقتها أحداث «سبتمبر11» أثناء قيام شبان منتمين إلى تنظيم القاعدة، بشن هجوم على برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، كانت هذه الأصوات تعلو عبر فضاء واسع؛ لتحيك القصص الطريفة، على اعتبار أن كل ما يحدث حولنا من إرهاب، صناعة أميركية أو صهيوينة، وأن الهدف منها هو إحراج المسلمين فقط لا غير.
وحينما ظهر تنظيم داعش أمام العالم، بدت استراتجياتها الإعلامية مختلفة عما كانت ينحو إليه تنظيم «القاعدة»، فهي قد جاءت لتجد أمامها جيلاً مختلفاً تماماً، فقدمت له نفسها بطريقة مبتكرة، وحاولت أيضاً أن تبتكر طرقاً جديدة في قتل وذبح أسراها، مدركةً أن التقدم التقني لم يرافقه تقدم فكري لدى الكثير من الشباب؛ لهذا ظهرت كما رأينا أثناء حرق الكساسبة، بأنها تمتلك احترافية في العمل، مكَّنتها من أن تقوم على إنتاج فيلم روائي قصير، أو يمكن لنا تصنيفه بفيلم وثائقي، استعانت من خلاله بأهم وأفضل التقنيات الحديثة، من حيث الإخراج وتقطيع الصور والمونتاج، واختيار المكان والوقت الملائم لإظهار جودة التصوير. ما يجب على الجميع ولاسيما الشباب إدراكه، هو أن ما يقوم به «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية، لا يمت إلى الإسلام بصلة، وأن الفيلم الذي قدمه لنا هذا التنظيم في سهرة مسائية حقيقي، والهدف منه بث الرعب لدى المتلقي.
لا يوجد أي بيت مسلم في الوقت الحالي، لا يعرف من يكون «داعش»، في مقابل ذلك يعلمون جيداً ماذا حدث لمعاذ الكساسبة، وكنت أتوقع تعاطفاً إسلامياً ودولياً وهو ما حدث، حتى إن قنوات إخبارية رفضت بث فيلم الحرق لبشاعته، وانقلبت الأردن رأساً على عقب إثر نشر المقطع، وشعر الأردنيون أن معاذاً لم يكن إلا واحداً من أبناء بيت كل أردني، ويتوجب الحداد عليه، لكن في مقابل ذلك فوجئت حينما تصفَّحت «هاشتاقاً» خاصاً بحرق الكساسبة على «تويتر»، رأيت أن هناك عدداً لا يمكن لنا إغفاله أو الاستهانة به من الشباب السعودي، الذين يباركون هذا المجد وهذا الانتصار، ولو كنت في مكان الحكومة السعودية، لأمرت وعلى الفور بتتبع مثل هذه الحسابات؛ لأنها تنبئ عن خطر محتمل. هذه العقول ما هي إلا قنابل موقوتة قابلة للانفجار، ويجب على الحكومة سرعة إبطالها، وهنا لمست حقيقة ما كان يتطلع إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، حينما قرر فتح الابتعاث الدراسي على مصراعيه إلى الخارج، حتى تُعطى مثل هذه العقول الشابة فرصة كبيرة لرؤية أكثر وضوحاً نحو العالم الآخر، وعبر منظور مختلف، فمعظم المتعاطفين مع ما قام به «داعش» وما سيقوم به لاحقاً، هم -غالباً-، كما شاهدت من حساباتهم، يعيشون بيننا وفي وسط أحياء وضواحي الوطن، إذاً الخطر يكمن في كل مكان.
والعقول التي بدأت تؤمن بأن الحرق والنحر الوسيلة الأفضل لأخذ الحق والثأر لحقوق المسلمين المضطهدين -من وجهة نظرهم- بالطبع، لو تتبعت سيرة أحدهم لربما -وهذا أمر وارد- تجد أن معظمهم بعيد جداً، عن الضوابط والتشريعات التي فرضها الإسلام على الفرد، لكنه يتفق بإرادته مع الأسلوب الوحشي للأعمال الإجرامية لتنظيم داعش.
ويتضح من تفاعل الشباب وتعاطفهم مع هذا التنظيم، أنهم يملكون فكراً فيه الكثير من اللبس في المعتقدات والقيم، الذي يجعل بعضهم يشعر بأن ما يقوم به «داعش» هو انتصار، وبأنه قادر على أن يخيف أميركا، فهم -للأسف- لا يزالون يحملون فكر «صدام حسين» الأثري، والذي أعتقد بأنه بعنجهيته أقوى من كل الدول الكبرى، وجر وطنه بتفكيره الأرعن نحو خيبات متتالية، لم يجنِ العراق منها سوى الفقر والدمار.
إرسال تعليق