في سابقة اولى من نوعها في العراق اقدم تنظيم داعش الارهابي ، الخميس على شن هجوم مستهدفا خلاله القوات الامريكية في قاعدة عين الاسد في الانبار مستخدما التسلل كوسيلة للوصول الى داخل القاعدة لينتهي سعيه بالفشل عند البوابة الرئيسية.
وجاء في البيان الذي اعلنه البنتاغون اليوم على لسان الناطق الرسمي باسمه الكولونيل "ستيف وارن" ان تنظيم داعش الارهابي قد هاجم قاعدة عين الاسد الضخمة بثمان افراد فقط يرتدون زي الجيش العراقي في محاولة منهم للتسلل والوصول الى مقرات قيادة القوات الامريكية التي تشرف على تدريب القوات العراقية في المعسكر , لينتهي بهم المطاف قتلى على يد القوات العراقية التي كشفتهم عند البوابة , حيث اكد وارن على ان القوات الامريكية سارعت بارسال المروحيات الهجومية من نوع "اباتشي" الى بوابة المعسكر التي تبعد 3 كيلومتر عن المقرات الامريكية ولكنها وصلت لتجد ان الهجوم قد انتهى والارهابيون قد ابيدوا.
ياتي هذا في الوقت الذي تناولت فيه الصحافة الاجنبية الخبر بواقع التحليل حيث اورد موقع "يونيفرسال فري برس" نقلا عن المحلل العسكري الكولونيل المتقاعد من الجيش الامريكي "رالف بيترز" بالقول "بان تنظيم داعش لم ينوا مطلقا السيطرة على قاعدة مهولة بمساحة 25 ميل مربع بقوام ثمانية افراد فقط , بل ان له ثلاث اهداف يحاول تحقيقها من هذا الهجوم , اولهما ان يلوحوا لاوباما بان مستشاريه العسكريين في العراق تحت طائلة داعش وفي خطر , وياملوا في ان يقوم على خلفية ذلك بسحبهم من العراق , وثاني الاهداف هو ان يرسلوا رسالة الى الجهاديين والمؤيدين لهم حول العالم بانهم يقاتلون امريكا ويستطيعون الوصول الى جنودها , واخير تلك الاهداف هو ان يثبتوا للمتابعين ان ما يتناوله اوباما من وصف لداعش بانها مقهورة ومتوقفة هو عار عن الصحة" رابطا هذا الهجوم باستراتيجية استخدمت اثناء الحرب العالمية الثانية تعرف باسم "الغارات الصغيرة" والتي تهدف بشكل اساسي الى ايصال رسالة للطرف الاخر باني استطيع الوصول اليك وضربك وهي في العادة تسبق اعدادا لهجمات اكبر , وهو ما لا تستطيع داعش القيام به نظرا لتحاشيها الاحتشاد باعداد كبيرة خشية من استهداف الطائرات.
يذكر بان الهجوم الفاشل قد خلف شهيدين فقط من القوات الامنية العراقية , بينما لم تشتبك القوات الامريكية لتاخرها في الوصول الى مكان الهجوم , في الوقت الذي تتعرض فيه القاعدة ومنذ فترة طويلة لهجمات بقذائف المورتار لم تسفر عن اي اصابات تذكر بين صفوف القوات العراقية او الامريكية العاملة في القاعدة.
كما تتزايد الخشية الان بين صفوف المحللين العسكريين ومنهم بيترز من ازدياد نسبة تورط القوات الامريكية في الصراع الى مستوى يجبرها فيه على تقديم ضحايا مما سيضع الادارة الامريكية في موقف صعب تجاه داعش
إرسال تعليق