قال مسؤول مقرب من الأجهزة الأمنية الأردنية إن الهيئة العسكرية لدى محكمة أمن الدولة ستعقد الاثنين المقبل أولى جلساتها لمحاكمة المشتبه به بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في الأردن.
وكانت صحيفة "الرأي" الأردنية نقلت عن مصدر مطلع قوله إن قوات الأمن الأردنية أحبطت مخططا لعملية إرهابية كان شخص من "فيلق القدس" الإيراني ينوي تنفيذها. وجرى تسريب لائحة الاتهام الموجهة إلى شخص يحمل الجنسيتين العراقية والنرويجية إلى وسائل الإعلام رغم قرار منع النشر الذي أصدرته الاثنين الماضي محكمة أمن الدولة في الأردن.
ونشرت الصحيفة وفقا للائحة الاتهام التي تمكنت من الاطلاع عليها، أن اسم المتهم خالد كاظم جاسم الربيعي وهو يحمل الجنسيتين العراقية والنرويجية ويبلغ من العمر 49 عاما. وأوضحت الصحيفة أنه تم إلقاء القبض على الربيعي يوم 3 أبريل/نيسان كما تم ضبط 45 كيلوغراما من مادة الـ(RDX) شديدة الانفجار كانت مخبأة في منطقة ثغرة عصفور شمال المملكة في محافظة جرش. وأصدر القضاء الأردني قرار اعتقال المتهم في 6 أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أسندت إليه النيابة العامة لدى محكمة أمن الدولة ثلاث تهم هي: الحيازة والتعامل بمادة مفرقعة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والانتساب الى جمعية غير مشروعة (فيلق القدس) بقصد ارتكاب أعمال إرهابية.
كما جاء في لائحة الاتهام، حسب "الرأي"، أن المتهم كان يتردد على إيران منذ عام 1980، بعد إبعاد عائلته من العراق إلى هذا البلد، حيث جندته المخابرات الإيرانية، كما انضم الى الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في إيران بهدف القتال ضد القوات العراقية، وعمل في محطات التنصت التابعة للحرس الثوري الإيراني بهدف التنصت على الوحدات العسكرية العراقية، وخضع للعديد من الدوريات واكتسب خبرات عسكرية كبيرة في مختلف المجالات.
وفي بداية التسعينات كُلف المتهم بالعمل في قسم العمليات الخارجية في المخابرات الإيرانية وقد سبق تكليفه من قبل المخابرات بتقديم الدعم اللوجستي وتهريب العناصر المقاتلة التي شاركت في اغتيال رئيس وزراء إيران الأسبق شاهبور بختيار من فرنسا الى سويسرا. كما شارك المتهم، وفق اللائحة، في تنظيم عمليات خارجية للمخابرات الإيرانية، بما فيها اغتيال امرأة في مدينة اسطنبول.
وذكرت اللائحة أن المخابرات الإيرانية كلفت المتهم بالتوجه إلى الأردن للاطلاع على كيفية التنقل بين المحافظات وتحديد مواقع الأحراش والغابات.
وبعد زيارته للأردن، توجه المتهم إلى لبنان حيث التقى شخصا يدعى أبو سعيد يعمل مسؤولا لمحور بلاد الشام لدى المخابرات الإيرانية. وكلف الأخير المتهم بالتوجه إلى الأردن مجددا، وكانت مهمته تتمثل في العثور على مواد متفجرة مخبأة في غابة الشهيد وصفي التل التي تقع على الطريق الواصل بين عمان وجرش. ونقل المتهم المواد المتفجرة إلى نقطة آمنة أخرى في منطقة ثغرة عصفور، ثم غادر البلاد.
وفي عام 2009 قام المتهم بزيارة أسرته في إيران، وخلال عام التقى بضابط في المخابرات الإيرانية، كلفه بالتوجه الى الأردن وتفقد المواد المتفجرة التي قام بدفنها سابقا في منطقة ثغرة عصفور، كما طلب منه معاينة الحدود الأردنية الإسرائيلية ومعرفة طرق التنقل في تلك المنطقة الحدودية وحركة الآليات تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية.
وخلال عام 2015 حضر المتهم الى الأردن وأقام في منطقة الجبيهة واستأجر سيارة سياحية وتوجه الى منطقة ثغرة عصفور، لكنه لم يتمكن من العثور على مكان المتفجرات بسبب تغير التضاريس. وفي مارس/آذار الماضي قام المتهم بمحاولة ثانية، إذ توجه إلى الأردن برفقة زوجته وأولاده بداعي السياحة، لكنه أخفق مرة أخرى في العثور على المكان.
وفي 3 أبريل/نيسان، ألقي القبض على المتهم وبدأ التحقيق معه، وبعدها جرى اصطحابه من قبل المدعي العام لإجراء كشف دلالة على منطقة ثغرة عصفور وبدلالة المتهم جرى البحث في الموقع وتم ضبط عبوتين بلاستيكيتين وبفتحهما تبين احتواءهما على 45 كيلوغراما من مادة الـ(RDX). ولفتت وسائل إعلام أردنية إلى أن المادة المتفجرة هي نفسها التي استخدمت في تفجير موكب رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري.
من جانب آخر، اعتبر مصدر إيراني الثلاثاء أن ما نشر في صحيفة "الرأي" الأردنية حول تورط إيران في التخطيط لعمل إرهابي بالأردن مزاعم فارغة لا أساس لها.
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن مصدر، لم تسمه، قوله إن السياسة الإيرانية المبدئية ترتكز على الاحترام الكامل لأمن واستقرار ووحدة أراضي دول المنطقة، مشيرا إلى أن إيران لن تدخر جهدا في مواصلة هذه السياسة.
إرسال تعليق