على مقربة من أحد القصور الرئاسية في مركز مدينة تكريت ينهمك أعضاء فرق
المقابر الجماعية بنبش أحد المواقع التي يعتقد أنها تحتوي على رفات أشخاص
قام تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بقتلهم ودفنهم
جماعيا.
ومنذ استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة تكريت
بداية نيسان/ابريل، جرى لغاية الآن تحديد 12 موقعا ضمن منطقة القصور
الرئاسية كمقابر جماعية.
وحتى تظهر أولى المؤشرات والدلائل على كون الموقع هو مقبرة جماعية تستمر .عملية النبش والتفتيش ببطء وحذر شديدين
ووفقا لكامل أمين المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان فإن عدد الرفات الذي
استخرج من تلك المقابر عقب فتحها وصل حتى يوم الأحد، 12 نيسان/ابريل إلى
164 جثة.
وقال امين في تصريح لـ "موطني" إن "فرقنا وبعد الاستدلال
على تلك المقابر من خلال مقاتلين في صفوف قوات الجيش والحشد الشعبي وشهود
عيان توجهت بكل معداتها وباشرت بفتحها ورفع الرفات منها".
تحديد هويات الضحايا
وتابع "كانت عملية فتح بعض تلك المقابر واستخراج الرفات شاقة وصعبة حيث قام عناصر داعش بجرف وتكويم ضحاياهم المغدورين ودفنهم عشوائيا، كما دفنوا العديد من الجثث بالقاء انقاض الأبنية والحجارة عليها دون أي وازع اخلاقي أو انساني".
وتابع "كانت عملية فتح بعض تلك المقابر واستخراج الرفات شاقة وصعبة حيث قام عناصر داعش بجرف وتكويم ضحاياهم المغدورين ودفنهم عشوائيا، كما دفنوا العديد من الجثث بالقاء انقاض الأبنية والحجارة عليها دون أي وازع اخلاقي أو انساني".
وأضاف "يجري التفتيش [في المقابر] وانتشال الرفات منها
بعناية كبيرة ووفق خطة عمل مدروسة لئلا تتأثر محتويات المقبرة وتتلاشى بعض
الدلائل التي قد تقودنا للتعرف الأولي على هويات الضحايا الذين تزداد
أعدادهم كل يوم".
وقال المسؤولون إن المقابر تضم على الأرجح جثث
ضحايا مجزرة سبايكر،التي تمت تسميتها نسبة لاسم القاعدة العسكرية المجاورة ،
حيث خطفت داعش منها ما يصل إلى 1700 مجند عسكري،عقب اجتياحها لتكريت في
حزيران/يونيو.
وأكد امين أن جميع الذين عثر عليهم في المقابر كانوا
يرتدون ملابس رياضية كالتي ظهر بها الطلاب المغدورون في مقاطع فيديو بثتها
داعش على مواقعها الالكترونية، حيث تم توثيق الخطف وعملية قتلهم رميا
بالرصاص.
وهناك بطاقات ومقتنيات شخصية وجدت في جيوب البعض منهم أكدت
أنهم من المجندين العسكريين، وفق ما أضاف. كما أن كل المغدورين كانوا
موثوقي الأيدي وفي رؤوسهم آثار إطلاقات نارية مباشرة من الخلف ومن مسافة
قريبة جدا ما يشير بما لا يقبل الشك أن الضحايا أعدموا.
ونوّه امين
بأن وزارته تنقل الرفات المستخرجة مباشرة من مواقع الدفن ببرادات خاصة إلى
دوائر الطب العدلي في العاصمة بغداد لإجراء فحوصات الـ (DNA) عليها والتأكد
من هويات الضحايا بصورة دقيقة.
وحث المنظمات الدولية المختصة ومنها
الصليب الأحمر واللجنة الدولية للمفقودين وبعثة الأمم المتحدة في العراق
على توثيق عمليات فتح المقابر الجماعية واستخراج الرفات وتقديم الدعم
التقني المطلوب لإنجاز مهام الفحص.
محاكمة داعش بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
وستعمل من جانبها مفوضية حقوق الإنسان العراقية وبعد التثبت من الرفات على تحريك الدعاوى القانونية المرفوعة للمفوضية من قبل ذويهم أمام القضاء العراقي.
وستعمل من جانبها مفوضية حقوق الإنسان العراقية وبعد التثبت من الرفات على تحريك الدعاوى القانونية المرفوعة للمفوضية من قبل ذويهم أمام القضاء العراقي.
وقالت عضوة المفوضية، بشرى العبيدي إن مفوضيتها تلقت خلال الشهور الماضية شكاوى وبالمئات من أهالي ضحايا قاعدة سبايكر.
وتابعت لموطني"بعد التعرف على الضحية وذويها عبر تلك الفحوصات [DNA]أو من
خلال ادلة إثبات الهوية التي تكتشف في المقابر سيبدأ عملنا".
بدورها، طالبت أشواق الجاف، النائبة عن لجنة حقوق الإنسان البرلمانية
بضرورة انضمام العراق السريع للمحكمة الجنائية الدولية ليتم التعامل مع
جريمة سبايكر وغيرها على انها جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية.
وأكدت الجاف لـ"موطني" أن "عناصر داعش اقترفوا انتهاكات بشعة بحق الكثير من
أبناء الشعب العراقي، ومع استمرار تحرير المناطق من سيطرة هؤلاء ستتكشف
المزيد من المقابر الجماعية".
ولفتت إلى اهمية التعامل الدقيق
والحذر مع المقابر اثناء فتحها واستخراج الرفات منها بما يضمن المحافظة على
كل الأدلة الجرمية التي تدين داعش.
أعضاء من فرق الطب الشرعي من
وزارة حقوق الإنسان العراقية يفتحون قبرا جماعيا في تكريت يعتقد أنه يضم
رفات ضحايا مجزرة سبايكر. وتبحث الفرق عن أدلة للتعرف على الجثث وكذلك على
دلائل لفتح دعوى قضائية ضد مرتكبي المجزرة
إرسال تعليق