0

تعرضت الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار هذا العام لانتقادات لعدم تحري الدقة فيما ورد فيها من حقائق. الناقد الفني توم بروك يلقي نظرة على هذا الجدل.
لأسابيع عدة، كانت هناك رغبة جامحة في الوقوف على أي تشويه أو فبركة أو إساءة في محتوى الحقائق التي تقدم في الأفلام التي تروي أحداثاً واقعية والمرشحة لنيل جوائز الأوسكار. لقد بات ذلك تقليداً سنوياً في هذه المسابقة. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح التدقيق في مدى صحة الحقائق الواردة في الأفلام أكثر تركيزاً.
يقول سكوت فينبيرغ، المتخصص في الكتابة حول جوائز الأوسكار في مجلة هوليوود ريبورتر: "أعتقد أن سبب ذلك هو الانتشار الكبير للمدونات ومواقع الإنترنت، والكتاب المتخصصين الذين يكتبون عن مسابقة الأوسكار طوال العام، والذين يريدون حتماً زوايا جديدة يتناولون منها هذا الحدث، وقصصاً جديدة حولها. أعتقد أن ذلك يغذي الرغبة في الاطلاع على كافة الكتابات التي تبحث في دقة الأحداث التاريخية التي تتناولها هذه الأفلام."
ولربما كانت هناك أسباب أخرى للزيادة الكبيرة في نقد مدى دقة الحقائق التي ترد في الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار. ويقول فينبرغ: " شهد هذا العام عدداً غير مسبوق من الأفلام المرشحة للأوسكار والتي تقوم على قصص حقيقية."
هناك ثلاثة أفلام حظيت هذا العام بنصيب الأسد من الانتقاد والتحليل، وكلها متهمة بعدم تحري الدقة. هذه الأفلام هي: سلمى، ولعبة التقليد، والقناص الأمريكي.
بالنسبة لفيلم سلمى، جاء الانتقاد الرئيسي من مارك ابيغروف، مدير مكتبة ليندون جونسون الرئاسية، الذي زعم أن الفيلم أظهر الرئيس جونسون معارضاً للحقوق المدنية.
ثم جاء جوزيف كاليفانو الذي كان كبير مساعدي الرئيس جونسون للشؤون الداخلية خلال الستينيات ليقول إن المسيرة التي ظهرت في فيلم سلمى على أنها مبادرة من مارتن لوثر كينغ كانت في الواقع فكرة الرئيس جونسون.
وفي تغريدة لها على موقع تويتر، وصفت مخرجة الفيلم أفا دوفارنيه هذا الكلام بأنه "سقطة كلامية مسيئة". ورغم طعنها في هذا الكلام، إلا أن انتقاد فيلم سلمى حظي بتغطية واسعة النطاق لدرجة عززت الانطباع بأن الفيلم ربما يفتقر إلى الدقة.
وليس من المعروف ما إذا كان تأييد فيلم سلمى قد تلاشى بين أعضاء أكاديمية الأوسكار بسبب ما ثار حوله من جدل، ولكن الأكاديمية رشحت فيلمين فقط لجائزة الأوسكار.
غموض
المشكلة في كل ذلك أنه لن توجد رواية تنقل الحقيقة المطلقة. فالمقاييس حتماً تختلف والمعلومات تحذف.
يقول ديفيد اويلوو، الممثل البريطاني الذي لعب دور مارتن لوثر كينغ: "إذا كان لديك ساعتان لتروي قصة ما، فعليك أن تطرح أفكارك بطريقة تختلف عما ستظهر فيها هذه الأفكار في فيلم وثائقي."

إرسال تعليق

 
Top