أصدر القضاء العراقي أول حكم على عراقي بتهمة السب والقذف عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" لطرف آخر، مما أثار جدلا بين الأوساط والمنظمات الإعلامية من القرار الذي اعتبروه بمثابة فرض قيود جديدة على حرية التعبير .فقد أعلن المتحدث الرسمي للسلطة القضائية الاتحادية القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان صحافي، ان "الهيئة التمييزية لمحكمة استئناف بغداد/ الرصافة الاتحادية، أعتبرت أن نشر عبارات القذف والسب عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) جريمة مشددة". مؤكدا ان "موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من وسائل الاعلام المشار إليها في قانون العقوبات".
وأشار إلى ان "الهيئة نظرت في دعوى تتضمن قيام مدان بنشر عبارات قذف وسب بحق المشتكي، ووجدت أن الادلة المتحصلة كافية لإدانته وفق قانون العقوبات العراقي".
وتابع بيرقدار أن "المحكمة رأت أن تجاوز عبر (فيسبوك) في هذه الدعوى أوجب العقاب لأنه سبب التحقير للمشتكي في الوسط الاجتماعي والمهني، ولذلك قررت تصديق حكم الادانة، كما اعتبرته ظرفاً مشددّاً"، مشيراً إلى أن "موقع التواصل هذا تندرج عليه القوانين التي تنظم وسائل الاعلام الاخرى". ولفت المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية إلى أن "المحكمة رأت ان (فيسبوك) من وسائل الاعلام؛ لأنه متاح ويصل إلى الجميع ويوفر عنصر العلانية للفعل".
وفي اطار ردود الفعل على القرار ، أعرب المرصد العراقي للحريات الصحافية عن قلقه البالغ من توجهات رسمية للتضييق على وسائل الإعلام ومستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي في العراق، وذلك في تعليق على قرار محكمة عراقية أدانت مستخدما للفيسبوك لحساب مشتكٍ .
وطالب المرصد بـ "عقد ورش عمل متخصصة للتنسيق وصياغة قوانين بين المؤسسات الصحافية ونقابة الصحافيين وهيئة الإعلام والإتصالات وقانونيين لتجاوز عقبات إستخدام القوانين كوسيلة للحد من الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور العراقي".
إرسال تعليق