0

أثار تزايد حالات الانتحار بين الشباب والفتيات في محافظة ذي قار المزيد من القلق بين الأوساط الشعبية، داعين الجهات المعنية إلى التدخل لمعالجة أسباب ودوافع الانتحار والحد من هذه الظاهرة الآخذة بالتزايد.حيث تصاعدت معدلات حالات الانتحار في العراق، وبخاصة المناطق الجنوبية لأسباب اجتماعية واخرى مرتبطة بالفقر، لكن محافظة ذي قار لها النصيب الاكبر من هذه الحالات التي تزداد عاما تلو الآخر، في وقت يقترح فيه باحثون نفسيون بث الأمل في صفوف الشباب وتتنوع طرق ووسائل الانتحار في محافظة ذي قار ما بين استخدام الشنق بالحبال، والرمي بالرصاص، والصعق بالكهرباء والغرق في مياه الأنهر وتناول السموم والعقاقير الطبية، فضلا عن الحرق ويعد الأسلوب الأخير هو الاكثر لدى الفتيات عند إقدامهن على الانتحار. وفي لقاء لوكالة" فدك نيوز"مع احد الشباب الذي شاهد حالة انتحار"قال" إن حالات الانتحار أصبحت ظاهرة تستدعي المزيد من الاهتمام والدراسات للوقوف على أسبابها ودوافعها ووضع الحلول لمعالجتها من قبل الجهات الصحية والبحثية". وأشار إلى أن "حالات الانتحار بين الشباب والفتيات باتت حديث الشارع في الآونة الأخيرة حيث لم يمر أسبوع واحد من دون أن تحصل حالة أو حالتا انتحار في المحافظة". ويرى العديد من المواطنين الذين التقتهم "وكالة فدك نيوز"، أن دوافع الانتحار تعود إلى جملة من الأسباب، بينها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية غير المستقرة التي أشاعت أجواء قاتمة من اليأس في نفوس الشباب، إذ تتفشى البطالة وترتفع معدلات الفقر وتتضاءل فرص التعيين أمام الشباب عموما والخريجين بشكل خاص. وأشاروا إلى أن الضائقة المالية التي يمر بها الشباب لاسيما المتزوجين منهم تجعلهم عاجزين عن مواجهة الضغوط الحياتية والمتطلبات الأسرية، وبالتالي تدفعهم للانتحار في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية لمشكلة البطالة. ولفتوا إلى أن ضعف أداء المؤسسات الصحية والبحثية التي من شأنها أن تعالج حالات ودوافع الانتحار بين شريحة الشباب قد أسهم الى حد ما باستفحال ظاهرة الانتحار حيث لجأ العديد من الشباب والمراهقين ونتيجة لغياب الوعي وحالات اليأس والتهميش التي يمرون بها، الى تعاطي الحبوب والمواد المخدرة في محاولة منهم للهروب من قسوة الواقع. وفي لقاء مع احد الشباب"قال "العد التنازلي للأمل يصل إلى درجة الصفر عند بعض الشباب، ويكون من السهل قتل النفس بسبب الحروب والقتل اليومي في العراق"، لافتا إلى أن "الشرطة ورجال الدين لن يستطيعوا ابدا معالجة جذور المشكلة خصوصا في ظل البطالة والفقر".وأشار إلى أن بعض العادات والتقاليد في المجتمع "متخلفة"، وهي سبب يضاف إلى العوامل التي تدفع البعض للشعور باليأس من الحياة، موضحا أنه "في الوقت الذي تشرع فيه دول متقدمة قوانين للضمان الاجتماعي، يفتقر العراق إلى ذلك بينما يعيش نحو خمسة ملايين تحت خط الفقر، ونرى أن الحكومة والرئاسات الثلاث ومن في المنطقة الخضراء يتقاضون اعلى الرواتب". وسرد صالح جملة من الحلول التي يرى أنها قد تسهم في معالجة الظاهرة، قائلا "يجب معالجة قضية الفقر والبطالة، ونشر الثقافة النفسية، عبر جولات يقوم بها اطباء نفسيون في المناطق التي تتزايد فيها حالات الانتحار، واعادة قيمة الحياة التي تدهورت في العراق منذ نحو ثلاثة عقود".انتهى.

إرسال تعليق

 
Top