0



في عام 1916 وبينما كانت الدولة العثمانية تخوض حربا عالمية وكان الانكليز على بعد اميال من بغداد ..حدث ان كان موسم الامطار ضعيفا للغاية مما ادى الى فشل الموسم الزراعي في كل منطقة الجزيرة الفراتية (شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق ) وحدثت مجاعة عظيمة كانت من اسباب ازدياد معاناة الارمن اثناء ترحيلهم...وكانت مدينة الموصل وعاصمة الجزيرة من المدن المتأثرة..وسميت تلك السنه بسنة (غلاء الليرة)
خلال المجاعة ارتفع سعر مكيال الحنطة ليبلغ ليرة ذهبية كاملة و اخذ متوسطوا الحال يدورون على البيوت ليبيعوا اوانيهم الفضية بحفنة قمح يقرطونها في الحال...اما الفقراء فقد بدأوا بالكلاب والقطط وانتهوا بأكل الغائط والقيء من الطرقات.ولكن المحنة انتهت مع دخول الانكليز الموصل ومعهم التمر من الجنوب ...هو مأكول للمترفين في الموصل..وقد فرح بعض اهل الموصل بدخول الانكليز لهذا السبب
ولكن من اهم القصص التي تذكر هي حادثة اكل لحوم البشر والتي تبدأ(أو تنتهي) عندما كان احد الاشخاص يتناول في السوق شيئا من اللحم المطبوخ مع الدهن على نار هاادئة المسماة بالعاميه (قلية) فلاحظ في فمه شيئا صلبا فلفظه وتفحصه فأذا هو سلامية لاصبع صغير وهي عظمة لا توجد في الدواب..فشك في الامر وابلغ الشرطة 
القت الشرطة القبض على صاحب اللحم (عبّود) وزوجته(خجّاوة) والتي كانت تعمل دلاله . وتمت مداهمة بيتهم ...واثناء التفتيش اكتشف بئر ملئ بالرؤوس البشرية لاطفال صغار كما وجد رأس لأعرابي بظفائ

اثناء التحقيق اعترف عبود وزوجته بذبحهما لهؤلاء الاطفال وذكر انه بدأت القصة عندما زارتهما جارتهما العجوز ..ويبدوا ان عبود لم يتحمل جوعه واللحم حاظر امامه فهجم على العجوز وذبحها ثم اكلها الزوجان ...ويبدوا ان لحمها القاسي لم يعجبهما ...ارسل الزوجان ابنهما ليستدرج طفلا من المنطقة ففعل ...ولما ذبحاه وجدا ان لحمة اطيب والين ..ففكرا ان هذا من الممكن ان يكون مصدر رزق لهما فاستمرا باختطاف الاطفال وذبحهم واكل جزء منهم وبيع الباقي الى ان تم كشف امرهم .
وحكم عليهما بالاعدام وفي يوم الاعدام مر عبود وزوجته بين حشود من المتفرجين الساخطين وهم يشتموه ويلعنوه ..منهم امرأة ساخطة قالت انه ذبح اربعة من اولادها . .لم يبدو الندم على عبود رغم ذلك فقد كان يرد على الشتيمة بمثلها 
ذكرت احد النساءالكبارفي السن من بين المتفرجين ومما تذكر ان الناس كلما ارادوا ان يديروا جثة عبود الى اتجاه القبلة
(وهو معلق بحبل المشنقة)..استدار الحبل به فادار ظهره للقبلة دليل على سخط الله سبحانه وتعالى لما فعل .

إرسال تعليق

 
Top