0

الزعيم الأفريقي “سيافاس بانساه” البالغ من العمر 66 سنة، هو أحد زعماء قبائل “هوهو”، سافر إلى ألمانيا عام 1970 من أجل الدراسة، وبعد إنهاء دراسته عقد قرانه بامرأة ألمانية وقرر البقاء هناك بعد حصوله على الماجستير في هندسة السيارات والآلات الزراعية وهو الآن يدير معملا خاصا بذلك.
وقد أصبح “بانساه” زعيما للقبيلة بعد وفاة جده سنة 1987 وذلك لأن شقيقه وأباه كانا أعسري اليد وهو أمر مخالف عند القبيلة باعتبار أن اليد اليسرى “نجسة” وبالتالي يمكنها أن تؤدي للخيانة مما يجعلها غير صالحة للحكم والبت في أمور الشعب.
وبعد أن عين زعيما للقبيلة قرر “بانساه” البقاء في ألمانيا وحكم قبيلته من على وسائل الاتصال الحديثة كـ”سكايب” لأنه حسب اعتقاده سيقدم لشعبه وهو في ألمانيا أفضل مما سيقدمه لهم وهو يعيش بينهم.
لم يكن بنساه مهتمًا بالدراسة فقط، حيث كان يمارس رياضة الملاكمة فى وقت فراغه، حتى حصل على إحدى البطولات فى عام 1975، وأنتج 6 أسطوانات غنائية، ما جعله من المشاهير.
وعلى الرغم من مسؤولياته الجديدة، قرر بنساه مواصلة العيش في ألمانيا، حيث يرى أن بإمكانه أن يفعل المزيد لمساعدة شعبه من الخارج، وبقي على اتصال منتظم مع عائلته في غانا، التي يزورها بضع مرات في السنة، ويحكم 200 ألف شخص من خلال برنامج الاتصالات الدولية «سكايب»، والمكالمات الهاتفية، حتى إنه يضطر أحيانًا للبقاء إلى وقت متأخر من الليل للبت في النزاعات القبلية.
تنمية شاملة
عن نفسه يقول بانساه إن «الملك هو الرئيس المسؤول عن المجتمع، وهو خادم الأرض، ودوره هو تحقيق الوحدة والتقدم، والتنمية لمجتمعه، وتسوية النزاعات بين الناس، وقد أخذت هذه المسؤولية على عاتقي من أجل رفاهية بلدي».

وعلى مر السنين، استطاع بنساه إقامة العديد من المشاريع الداعمة لقبيلته، وبعد فترة وجيزة من تتويجه، أسّس منظمة غير ربحية لجمع الأموال لشعبه، في لودفيجسهافن، كما استطاع، من خلال علاقاته الجيدة مع المزارعين، في إرسال مضخات مياه وأنابيب إلى غانا، لتزويد المنازل بمياه الشرب النقية، كما أرسل أعمدة إنارة، وأشرف على بناء جسر جديد.
وكان للملك الأفريقي دور كبير في تجهيز مستشفى القبيلة، التي كانت تعاني من نقص في الأطباء، ولم تكن مجهزة بشكل كاف، ولكنها تحسنت كثيرًا بفضل التبرعات التي جمعها في ألمانيا من المعدات الطبية والكراسي المتحركة وعربات الإسعاف، فضلًا عن تمكنه من إقناع 22 طبيب ألماني بالذهاب إلى القبيلة لعلاج سكانها.
سرقة ثمينة
وعمل بنساه على تبديد تحفظات بعض الأوروبيين على أفريقيا، حيث اعتبروه بمثابة وسيط وممثل عن القارة السمراء، فكانوا يطلبون منه المشورة حول السفر، والاتصالات التجارية. وفي عام 2000، تزوج بنساه بصديقته غابرييل، وأنجب 3 أطفال، هم مايكل وكارلو، وكاتارينا.

تعرّض الملك الأفريقي، خلال الشهر الجاري، للسرقة، حيث كسر اللصوص نوافذ منزله، وسرقوا العديد من الأشياء الثمينة، والتي من بينها 4 تيجان ذهبية، وزيه الملكي، وسلاسل ذهبية من ورثها من أجداده. وعلى الرغم من أن قيمة المسروقات تبلغ 16 ألف جنيه إسترليني فقط، فهو يقول إنها «أشياء لا تعوّض، ولا تقدر بثمن».

إرسال تعليق

 
Top