0

في عام 1798 م بدأت الثورة الفرنسية وشهدت السنة الأولى من الثورة القسم في شهر يونيو، والهجوم على سجن الباستيل في يوليو، وصدور إعلان حقوق الإنسان والمواطنة في أغسطس، والمسيرة الكبرى نحو البلاط الملكي في فرساي خلال شهر أكتوبر مع اتهام النظام الملكي اليميني بمحاولة إحباط إصلاحات رئيسيّة،تم إعلان إلغاء الملكية ثم إعلان الجمهورية الفرنسية الأولى (أي النظام الجمهوري) في سبتمبر 1792، وأعدم الملك لويس السادس عشر في العام التالي ، وأبرز سبب من أسباب الثورة. بشكل أساسي هي اقتصادية، إذ كان الجوع وسوء التغذية منتشرًا بين الفئات الفقيرة في فرنسا مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالخبز وأسعار المحاصيل، بنتيجة الكوارث الطبيعية والعوامل الجويّة إلى جانب نظام وسائل النقل غير الكافية التي كانت تعيق نقل القمح من المناطق الريفية إلى المراكز السكانية الكبيرة، إلى حد زعزع لدرجة كبيرة استقرار المجتمع الفرنسي في السنوات التي سبقت الثورة.[5] ومن القضايا الاقتصادية الأخرى كان إفلاس الدولة بسبب التكلفة الكبيرة للحروب السابقة، لاسيّما بعد مشاركتها في حرب الاستقلال الأمريكية، التي كان من نتيجتها ارتفاع الدين العام الذي تراوح بين 1000-2000 مليون فضلاً عن الأعباء الاجتماعية المتولدة من الحرب؛ وفقدان فرنسا عددًا من ممتلكاتها الاستعمارية في أمريكا الشمالية وتزايد هيمنة بريطانيا التجارية.
في مايو 1776 استقال وزير المالية بعد فشله في تطبيق إصلاحات؛ وعين إثر ذلك الغير فرنسي جاك نيكر، مراقبًا للمالية العامة من قبل الدائنين الأوربيين؛ ولم يحز لقب وزير لكونه بروتستانتيًا.
وحاصرت الدول الأوروبية فرنسا وأستنزفت مواردها في سداد الديون ومع ذلك فشلت فرنسا حتى هذا الوقت في سداد ديونها .
فذهبت فرنسا للداي حسين الحاكم الجزائري لتقترض من الجزائر 20 مليون فرانك بسعر وقتها وكان ذلك قبل عام 1828 م .
وحدثت هنا حادثة غيرت مجرى التاريخ وهو عندما طالبت الجزائر فرنسا بتسديد الديون التي عليها وهو ما يسمى بحادثة المروحة وحادثة المروحة كانت الذريعة أو السبب غير المباشر لإعلان فرنسا الحرب على الجزائر ومن ثم احتلالها.
جرت الحادثة في قصر الداي حسين عندما جاء القنصل الفرنسي شارل دوفال إلى القصر، وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة ب 20 مليون فرنك فرنسي، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول الأوروبية حصارا عليها بسبب إعلان فرنسا الثورة الفرنسية. فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته إضافة إلى أن الداي صاحب حق، فرد الداي حسين بطرده ولوح بالمروحة. فبعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا. وهذه الذريعة كانت السبب في الحصار على الجزائر سنة 1828 لمدة 6 أشهر وبعدها الاحتلال ودخول السواحل الجزائرية.
حاولت الإدارة الفرنسية عند احتلالها للجزائر أن تضفي الشرعية على هذه الحملة ,هادفة من خلال ذلك إلى إقناع الرأي العام الفرنسي قبل العالمي بمصداقية هذا الفعل ,مؤمنة أنه لا وجود لنتائج إيجابية دون مقدمات -سواء كانت صادقة أو كاذبة - ,و بذلك قامت بتعبئة الرأي العام الفرنسي قبل موعد الحملة، وتصوير هذه الأخيرة على أنها حملة لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا الذين داسا عليهما داي [[الجزائر[] ’’حسين ’’ فيما اصطلح عليه بحادثة المروحة. لكن : هل يمكن أن يسير حوالي 40 ألف جندي فرنسي من تولوز -احدى الموانئ الفرنسية جنوبا- لتأديب الداي وديوانه؟ هل يعقل أن نبرر تواجد الاحتلال الفرنسي بالجزائر لمدة قرن وأزيد بمهمة إعادة شرف فرنسا وهيبتها ؟
تعود الجذور التاريخية لحادثة المروحة في الأساس إلى أزمة الديون التي نشبت بين الايالة الجزائرية -العهد العثماني - والحكومة الفرنسية ,إذ دعمت الايالة فرنسا بالحبوب خاصة بعد العزلة التي فرضت عليها أروبيا بسبب اعلانها لمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان ,و محاولتها الضرب بيد من حديد على الأنظمة الملكية الرجعية، فكانت بدلك الايالة خير صديق وحليف لفرنسا باعتراف حكامها انفسهم ,و حدث أن توسطت شركة يهودية يتزعمها الاخوة بكري عمليات دلك التبادل ,و قد كانوا أذكياء في خلق أزمة سياسية بين الايالة الجزائرية والحكومة الفرنسية ,و قد ساعدهم في دلك المخطط قنصل فرنسا بالجزائر ’’دوفال ’’ الدي تطاول على أعلى مرتبة قيادية بالايالة انداك ,’’الداي حسين’’، عند استفساره عن سبب تأخر الحكومة الفرنسية في الرد على رسائله وبرقياته ,فرد عليه القنصل قائلا ان حكومتي لا تتنازل لاجابة رجل مثلكم).
و قد شكل رد القنصل الفرنسي بتلك الطريقة إهانة واستفزازا صريحا للداي وديوانه ,مما جعله يطرده من مجلسه ,ملوحا له بمروحيته. لم يرق الادارة الفرنسية سلوك الداي, طالبة منه الاعتذار في أجل 24 ساعة ورفع الراية الفرنسية على الجزائرية وشروطا أخرى اعتبرها الداي بمثابة اهانة له وللايالة حتى عنه سخر من ذلك ,فيما معناه ,(لم يبق لفرنسا الا أن تطلب زوجتي).....
ثم احتلت فرنسا الجزائر لمدة 132 سنة نهبت فيها كل خيرات الجزائر .........
وللحديث تتمة ....................

إرسال تعليق

 
Top