0
لم يتوقع "يعقوب سعد حمد" القائد العسكري في تنظيم داعش، ان ضباطا من وزارة الداخلية العراقية، تمكنوا من اختراق التنظيم، الى درجة انهم يقفون خلفه مباشرة اثناء قيامه بالاتصال مع قيادته، على سطح احد المنازل في منطقة جرف الصخر.
ساعة الصفر، كانت منتصف ليلة يوم أمس الخميس، عندما وصلت قوة إسناد، صنفت على انها "انتحارية" تابعة لتنظيم "داعش"، الى احد المنازل المحمية في البساتين الواقعة بين جرف الصخر وعامرية الفلوجة، هذه القوة تم استقدامها لصد الهجوم الواسع الذي تقوم به القوات العراقية لتطهير شمال بابل وجنوب بغداد.
في هذه الأثناء كان "يعقوب حمد" القائد العسكري لولاية بغداد الجنوبية، يتصل بقيادته العليا في التنظيم، ليؤكد لهم وصول "الإخوة المجاهدين" حسب وصفه، الى مقره الخاص، وانه سيباشر الهجوم ضد القوات العراقية فورا.
إلا انه وبعد انتهاء مكالمته، سمع قائد المجموعة الانتحارية الخاصة التي وصلت قبل دقائق يقول له، "انا المقدم (أ.ع) آمر الفريق التكتيكي التابع لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، وانك "موقوف للتحقيق وفق المادة 4 ارهاب".
قصة الإعتقال المحترفة لم تنته عند هذه النقطة، فبعد مرور ساعتين قامت القوة العراقية الخاصة بشن هجوم اخر لاعتقال جميع عناصر التنظيم المنتشرين في المنطقة، أدى هذا الهجوم الى مقتل عشرين عنصرا واعتقال أربعة أمراء بارزين.
صباح اليوم الجمعة كانت أنباء الانتصار على التنظيم الذي حققته القوات العراقية مثيرة للاهتمام، رغم الجدل الدولي الكبير حول قدرة العراق على حسم معركته ضد تنظيم داعش دون الحاجة الى قوات اجنبية على الارض، خصوصا في منطقة "ولاية بغداد الجنوبية" التي تعد احد المحاور الساخنة التي تهدد المدن العراقية المقدسة، وتفرض حصارا على العاصمة من جانب محيطها الجنوبي.
اعلام داعش من جانبه، يبدو انه قد قضى ليلة صعبة وهو يحاول الرد على الهجوم النوعي الخطير الذي تعرض له التنظيم في احد المواقع الاستراتيجية بالنسبة له، حيث قام نشطاء التنظيم وشبكاته الإعلامية بتمرير "هاشتاك" عبر مواقع "سويشال ميديا"، فجر اليوم الجمعة، يفيد بان قائد الفريق التكتيكي العراقي "المقدَّم محمد" قد قتل، رغم ان الاسم غير دقيق، وان القائد العسكري لولاية بغداد الجنوبية "يعقوب حسن حمد" قد قتل ايضا، ما يؤكد ان التنظيم قد خسر بالفعل جميع اتصالاته وعناصره في هذه المعركة، وبات بدون معلومات.
الفريق التكتيكي العراقي الذي يضم ضبَّاط قتال واستخبارات، يصنف من ضمن قوات النخبة العراقية، وقد لعبت هذه المجموعة ادوارا خطيرة خلال السنوات العشرة الماضية في حرب العراق ضد الارهاب، وكانت جهود هذه القوة مؤثرة من خلال القضاء على أربعة اجيال من تنظيم القاعدة.
ويمتاز الفريق التكتيكي الخاص، بقدرات القتال الليلي والانتقال المجوقل السريع الى مناطق الحدث، بالاضافة الى التنكر والتمويه، والقدرة على التحدث بجميع اللهجات العراقية الدارجة، ويرفع أفراده شعار "ضربة واحدة قاتلة".

إرسال تعليق

 
Top