0
كاتب المقال: عضو في مجلس الشيوخ تيد بو، ممثل في المجلس عن ولاية تكساس الأمريكية، وعضو في مجلس إدارة اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب، وعضو في الهيئة التجارية التابعة للمجلس، وعضو في لجنة العلاقات الخارجية،
CNN العربيه هنالك العديد من الجيوب لدى المنظمات الإرهابية في كافة أنحاء العالم، والإرهاب العالمي تحول إلى عصابات منظمة ومعقدة يعمل على إدارتها عدد من المتشددين، وأحدث الأمثلة على هذا هو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف باسم "داعش"، وهو جيش إرهابي تمكن من جمع المليارات من خلال الابتزاز والمخدرات وسرقة البنوك وعمليات الاختطاف وتهريب النفط، ورأينا المثال ذاته في مجموعة "بوكو حرام" التي خطفت مئات الفتيات في نيجيريا وقامت، وفقاً للتقارير، ببيع بعضهن مقابل 12 دولاراً للواحدة، المال يمثل السلطة وهي قاعدة لا تتغير في أعمال الإرهاب.
ولكن عندما شاع التركيز مثلاً على قدرة المجموعات مثل "داعش" الكسب من خلال النفط الواقع تحت سيطرتهم، هنالك مصدر آخر لزيادة رأس مال التنظيم، والذي يتم تجاهله في غالب الأحيان: الصيد غير المشروع.
إذ تقوم التجارة غير القانونية للحياة البرية على أرباح تتراوح بين سبع مليارات وعشرة مليارات دولار سنوياً، ويأتي معظم زبائن هذه التجارة غير المشروعة والمربحة من آسيا.
لماذا؟ في الصين، على سبيل المثال، يعتقد البعض بأن العاج وقرون حيوان وحيد القرن يمتلكان قوى علاجية خارقة، وفي فيتنام يرمز قرن وحيد القرن إلى المكانة الاجتماعية، إذ يعد علاجاً لمرحلة ما بعد شرب الكحول، وتشير إحصائيات مركز الأبحاث غير الحزبي والتابع للكونغرس، إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من قرن حيوان وحيد القرن يبلغ 65 ألف دولار، وهذا أغلى من الفضة أو الذهب أو الألماس أو حتى الكوكائين.
ومع توفر مثل هذه الأرباح، إلى جانب الطلب المرتفع على هذه التجارة، أصبحنا نشهد حالات للصيد غير المشروع وبمعدلات بلغت الفضاء، ففي جنوب أفريقيا، حيث تعيش ما نسبته 80 ي المائة من حيوانات وحيد القرن في العالم، ارتفع عدد الحيوانات التي اصطيدت بهذا الشكل من 13 حيواناً عام 2007 إلى 746 حيوان وحيد قرن عام 2013، وفقاً للجمعية الأفريقية للحياة البرية، وفي أفريقيا الوسطى تم مسح ثلثي فيلة الغاب خلال العشر أعوام الماضية.
هذا لا يوجد هنالك داع للاستغراب بأن إرهابيي العالم تبنوا هذه "الصناعة" المربحة بالقتل المنظم للحيوانات الأفريقية، لتعتبر هي الأخرى مصدر دخل لمؤسساتهم الإجرامية.
ويشير تحقيق أجرته رابطة حماية الفيلة عام 2011، ولمدة 18 شهراً، إلى أن المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة باسم "حركة الشباب" تمكنت من كسب أرباح من قرون الفيلة تراوحت ما بين 200 ألف دولار و600 ألف دولار شهرياً، وهذا المبلغ الذي اكتسب بسفك الدماء شكل 40 في المائة من نسبة الميزانية التشغيلية للحركة، ولم يقتصر القتل على الحيوانات فحسب، بل الحركة متهمة أيضاً بقتل 60 من حراس الغابة عام 2012.
وهنالك منظمات إرهابية أخرى استخدمت تجارة الصيد غير المشروع ذاتها، منها جيش الرب للمقاومة في أفريقيا الوسطى بقيادة جوزيف كوني، وبوكو حرام في نيجيريا، وكلها قامت بتحصيل هذه الأموال لتنفيذ المزيد من النشاطات الإجرامية، والمال ليس المشجع الوحيد لهذا بل يساعد في ذلك قلة الإدراك وسهولة التملص من الفعلة التي يتلقى مرتكبوها عقوبات خفيفة.

إرسال تعليق

 
Top