0

قال إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة إنَّ "العراق يستثمر كلَّ المُؤتمَرات التي تـُعقـَد في شرق العالم وغربه؛ لإيصال مِحنة العراق، واستنهاض دول العالم؛ لكي تقف إلى جانبنا، وتمدَّ يد المُساعَدة، والعون، والدعم الأمنيِّ، والإنسانيِّ، والخدميِّ، والتعريف بالقضيّة العراقيّة، والجانب السياسيِّ فيها.

ويشارك الجعفري ضمن الوفد الحكومي الذي يترأسه حيدر العبادي رئيس الوزراء ووصل أمس الى المانيا لحضور مؤتمر ميونخ للأمن.

ونقل بيان لمكتبه تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه عن الجعفري القول حول مُؤتمَر الإرهاب المُنعقِد في ألمانيا اشار فيه إلى "أهمّيّة استثمار كلِّ منبر من المنابر؛ لتحقيق هذه الأهداف "مؤكدا" أننا في وزارة الخارجيّة نتطلـَّع، ونطمح إلى استثمار الوقت، وجعل المُؤسَّسة تمضي، وتتعامل مع الزمن النوعيِّ الذي نقضي فيه مُعامَلات المُراجَعين، ونرفع اسم العراق، ونفتح آفاقاً جديدة في الدبلوماسيّة".

وشدد على أنَّ "وزارة الخارجيّة تعمل على مبدأ التخصُّص، وهو ليس بمعزل عن بقيّة الوزارات، فلا نستطيع أن نتصوَّر حكومة ناجحة في وزارة، وفاشلة في وزارة أخرى. نتمنـّى أن تعمل الوزارات كلها كخلايا نحل؛ من أجل إعلاء صوت العراق، وإسعاد العراقيِّين، والتقدُّم بالعراق نحو الأفضل".

وحول الجريمة التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابيّة بحقِّ الطيّار الأردنيّ معاذ الكساسبة قال الجعفريّ إن "الجريمة تـُعرِّف نفسها بنفسها، فأن يُقتـَل ضابط طيّار يُؤدِّي واجبه الوطنيَّ، والإنسانيَّ كنسر من الأبطال الذين يُحلـِّقون دائماً في آفاق التحدِّي، والإرهاب، ويُلاقي هذا المصير فهذا شيء مُحزِن، ويقتله أناس يدَّعون كذباً وزوراً أنـَّهم ينتمون إلى أمّة مُحمَّد -صلى الله عليه وآله- وهو يقول: [إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور]، فكيف بشابٍّ مُتحضِّر، وبطل يُحلـِّق في الأفق، ويعمل من أجل سعادة الإنسان!".

وأشار وزير الخارجية إلى أنَّ "الصورة كانت وحشيّة لا يستطيع أيُّ رسّام أن يرسمها، إنـّها -بحدِّ ذاتها- حاكية لبشاعة الجريمة، أمّا ردُّ فعل العالم فلم يكن -للأسف الشديد- بالمُستوى المطلوب؛ ومن أجل إلا تـُعمَّم هذه الصورة على بلدانهم ندعو كلَّ أبنائهم، وشعوبهم، وقواتهم أن يقفوا إلى جانب الأردن ويستهجنوا هكذا عمليات في الأردن وكذلك العراق".

وبخصوص الحفل التأبينيِّ الذي أقامته وزارة الخارجيّة؛ استذكاراً لشهداء الوزارة قال الجعفريّ "أدَّى الشهداء ما عليهم من مسؤوليّة، وقدَّموا حياتهم -وهي أعزُّ شيء- من أجل بناء العراق، والحفاظ على وحدته؛ لذا فالتمسُّك بالشهيد لا يعني أن ننطلق من مُنطلقات عاطفيّة إنما ننطلق من خط فكريٍّ قيميٍّ ذي مصداقيّة وطنيّة".

وأكد أنَّ "الإنسان عندما يرتقي إلى شرف الشهادة يُعبِّر عن كلِّ العراق، ويُعبِّر عن كلِّ القِيَم؛ والتمسُّك به تعزيز للوحدة الوطنيّة، وإشاعة ثقافة من نوع مُعيَّن، ثقافة التضحية، والبذل، لا ثقافة نرجسيّة خاصّة به؛ لأنـّه جاهَدَ بنفسه، وهو أقصى ما يُمكِن أن يجود به".

ونوه وزير الخارجية "بأنَّ الخارجيّة في هذا اليوم تـُحيي هذه المُناسَبة شُعوراً منها بأنَّ من أبسط حدود العرفان بالجميل لهؤلاء الذين قدَّموا ما عليهم، واستشهدوا في هذا المكان أن نـُحيي ذكراهم، ونـُمجِّدهم، ونستفيد من هذه المُناسَبة لنـُشيع ثقافة الإصلاح، وثقافة الإعمار والبناء".

وشدد على أنَّ "مسار البلد عندما يتهدَّد ليس لنا إلاّ ركب الشهداء درعاً واقياً يردُّ غائلة التحدِّي بمُختلِف أنواعه سواء كان هذا التحدِّي إرهابيّاً، أم فساداً سياسيّاً، أم ماليّاً، أم أخلاقيّاً، أم أيّ نوع من أنواع الفساد.

وذكر الجعفري "أننا نـُحيي ذكرى الشهداء؛ لنقرع طبول الخطر بوجه داعش، ونـُشعِر كلَّ الفاسدين، والذين يلعبون بالنار بأنَّ الشعب الذي ينتمي إلى خط الشهداء في السابق، ولا يتجرَّد عنهم مُستعِدٌّ لأن يُقدِّم شهداء جُدُداً كدرع واقٍ يحول دون أن يمتدَّ هؤلاء المُجرمون إلى كرامة العراق، وسلامته".

إرسال تعليق

 
Top