يرفض الشاب حاتم القيسي من أهالي قضاء بيجي النوم والخروج من
القضاء منذ سيطرة تنظيم (داعش) على منطقته، وفيما يصر على قتال التنظيم
ثأراً لأهله الذين قتلوا عام 2007 مع عدم إدراج اسمه في قوائم الحشد الشعبي
أو الشرطة، يؤكد زملاؤه المقاتلون أن القيسي أصبح معروفاً لديهم بلقب
"صياد الدواعش" نتيجة إصراره على قتال عناصر التنظيم، فيما تبدي إدارة
القضاء "خوفها" على حياة القيسي لأنه يندفع بقوة في القتال.
قاتلت (فزعة) ثأراً لأهلي ولم أسجل في قوائم الحشد والشرطة
ويقول القيسي بعد عودته من مواجهة في قرية المالحة التي شجع
على إطلاق إسم اللواء فيصل الزاملي (الذي قتل بانفجار صهريج في القرية)،
عليها تثميناً لشجاعته ودفاعه عن أهل القرية في حديث إلى (المدى برس)، إن
"وضع العراق الحالي مؤلم والنزوح موجع والبقاء تحت ظل (داعش)، إهانة فماذا
نفعل سوى المواجهة"، مبيناً "لهذا قررنا حمل السلاح ومقاتلة المجرمين،
فبيننا ثأر احتفظ به منذ العام 2007 وقررت مع الشاب مواجهة الخطر".
ويوضح القيسي أنه "لا ينام الليل إلا قليلاً لأنه يبقى على
أهبة الاستعداد في حال وقوع خرق أو اعتداء على المناطق الجنوبية لقضاء بيجي
والتي يقود فيها أحد فصائل الحشد الشعبي"، مضيفاً أنه "شارك في معارك
عديدة وقتلت بندقيته العشرات من عناصر (داعش)، كما تم القبض بمساعدته على
آخرين".
ويضيف القيسي أنه "كان شرطياً في قضاء بيجي عام 2005 حتى
2009"، مبيناً "أنه شارك في مقاتلة تنظيم القاعدة خصوصاً بعد مقتل شقيقه
العقيد الركن سعد النفوس مدير شرطة قضاء بيجي عام 2007".
ويشير القيسي الى أن "ذلك التفجير دمر المنزل وقتل 19 شخصاً
من عائلتنا ومن الجيران، وتم القبض على بعض المنفذين لكني تركت العمل في
سلك الشرطة عام 2010 والتحقت بوظيفة مدنية في شركة نفط الشمال".
ويؤكد القيسي أنه "بعد سيطرة داعش على قضاء بيجي لم أغادر
المنطقة وقررت مواجهتهم حتى طردهم وفعلاً ساعدت القوات الامنية والتحقت بها
كمتطوع وشجعت الشباب على ذلك، ولم اسجل اسمي في قوائم الحشد أو الشرطة
وإنما أقاتل مع الحق كـ(فزعة) لأني أريد الانتقام من قتلة عائلتي والذين
اعتدوا على وطني ووحدته"، مبيناً "نعم قتلت العديد من الدواعش ببندقيتي
وقررت أن أبقى مع القوات الأمنية حتى النهاية، فإما حياة تسر الصديق وإما
ممات يغيض العدا".
زميله : القيسي أصبح معروفاً لدينا بصياد الدواعش
بدوره يقول زميله المقاتل مرتضى احمد في حديث إلى (المدى برس)
إن "القيسي أبدى تعاونه الكبير مع القوات الأمنية وساعدهم في بداية الأمر
بالمعلومات التي يعرفها عن تواجد المسلحين كونه من أبناء المنطقة وكذلك
يحاول تخليص المنطقة منهم مدفوعاً بروح الانتقام التي تركتها جريمتهم
باستهداف شقيقه وعائلته وجيرانه".
ويشير احمد أن " القيسي من مواليد 1978 والحادث الإجرامي ترك
في نفسه أثراً كبيراً جعله يبحث عن فرصة للثأر من قاتلي أحلامه وعائلته"،
مبيناً أنه "لم يتوان عن مواجهتهم منذ العام 2007 حتى أصبح يسمونه بـ(صياد
الدواعش)".
قائممقام بيجي يخاف على القيسي من اندفاعه
من جهته يقول قائممقام قضاء بيجي محمد محمود الجبوري في حديث
إلى (المدى برس) إنه "يتابع شؤون الحشد الشعبي بشكل يومي وتفصيلي وتعرف
على شخصية القيسي وشراسته في القتال وحبه للعراق ونسيجه الوطني".
ويوضح الجبوري أن "القتال ضد داعش أفرز روح الاندفاع العالي
والتعاون الكبير مع القوات الأمنية وهذا سيكون عاملاً مهماً لمواجهة
الإرهاب، ولكننا نخشى على شباب الوطن من الاندفاع العالي خصوصاً وأن العدو
المقابل قذر ولايحترم كل القواعد والقيم".
ويشير الجبوري الى أن "منزل القيسي ومضيف والده تعرضا لعدوان
همجي عام 2007 وكذلك مسجد السيد عبدالله النامس المجاور، بسيارة مفخخة مما
أدى إلى مقتل 19 شخصاً وإصابة 35 بجروح، حيث تزامن الهجوم مع صبيحة ليلة
القدر في الـ27 من رمضان وجميع أهل القرية يحييونها في بيتهم.
إرسال تعليق