في كل حرب ضحايا
من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة تهرسهم عجلة الحرب ظلما وعدوانا ثم
يصبح المشاركين في الحرب ضحية جديدة يصابون بلعنة وامراض نفسية وعصبية
تطاردهم ارواح القتلى فمنهم من ينتحر ومنهم من يعيش حياة الجحيم كما حدث
لمشاركي الحروب في فيتنام والعراق وافغانستان، وقد دفعت ومازال تدفع وزارة
الدفاع الامريكية والبريطانية اموال باهضة لعلاج جنودها وطياريها الذين
مستهم لعنات الحروب وتحاول وحدات التأهيل اعادة دمجهم في المجتمع ومعالجتهم
من الامراض النفسية المزمنة وكثيرة هي الافلام الوثائقية والرؤاية التي
كشفت قصصا مرعبة عن هذه الحالات.
الشيخ ابوعارف من
مدينة زبيد يقول : ” اصيب عدد من طياري عاصفة الحزم بلعنة الحرب لقتلهم
الكثير من الاطفال والنساء والشيوخ العجزة هذه الارواح البرئية من البشر
وهناك ضحايا من اخوننا الجن ومخلوقات من الطير والحيوان فالقصف في اليمن
دمر مقابر واضرحة ومساجد وبيوت وملاعب ومصانع ومساكن الجن ايضا، هذه
الارواح تطارد من قتلهم وتحرمهم النوم والسكينة وتقلقهم ولعل هؤلاء تحت
تخدير نشوة الوهم وبالتاكيد قيادتهم تخصص لهم مشائخ يوهمهم انهم يؤدون
واجبهم ويحاولون تخديرهم وخداعهم لكن حالتهم ستتفاقم وينتقم الله منهم
فالنار لا يعذب بها الا رب النار ومن يلعب من البشر بالنار ويقتل بها
الابرياء يصيبه شرها وتحرق جوفه من الداخل فلا ينفع معه علاج وننصح هؤلاء
الكف وترك هذا العمل قبل فوات الاوان ولن تنفعهم بعد ذلك كنوز الدنياء كلها
ولا طبيب من يستمر بقتل الناس وحرقهم يخزيه الله في الدنياء والاخرة.”
اما حسام الجربي
المهتم بالدراسات النفسية يقول :” لا شك ان قيادة عاصفة الصحراء لديها وحدة
من الخبراء والمستشارين في الجانب النفسي تتابع حالة كل طيار على حدة ويتم
عقد جلسات ومتابعة دقيقة وتصرف علاجات تساعد على النوم والاستقرار
والقيادة ستاخذ خبراء من امريكا وبريطانيا كون لهم خبرة وتجارب سابقة كثيرة
فتأثيرات ما بعد الحرب على المشاركين في الحرب تكون قاسية ومدمرة اقصد في
الجانب النفسي والروحي وكانت امريكا خصصت وحدات للمتابعة النفسية خلال
حروبها الاخيرة مع ذلك حدثت مئات الحالات انتهت بالانتحار للتخلص من حالة
القلق والرعب والإضطراب وحالات اصبحت عنيفة ومدمرة ارتكبت جرائم مرعبة
وحالات تعيش المرض ولم ينفع معها العلاج…ولا يجب ان نستبعد بداية ظهور
اضطرابات وامراض نفسية اصابات وستصيب طياري عاصفة الحزم فهي حرب بغض النظر
عن اسبابها هي حرب تدمر وتقتل نفوس بشرية.”
نختم ليتحدث لنا
محمد مره، يعد دبلوم تخصص العلاج النفسي يقول: ” نرى ونسمع كل يوم عبر
الفضائيات العربية ظهور مشائخ ويفتون بجواز وشرعية عاصفة الحزم ولم يسبق من
قبل ظهور مئات الوجوه الدينية تفتي وتدعم بقوة هذه الحرب وهذا نوع من
الوسائل للحفاظ على التوازن النفسي للطيارين ومن يعمل معهم اي للجيوش التي
تهاجم فالطيار مثلا سيعود وقد يسمع ويرى ما تم تدميره وهوكذلك عندما يلقي
بالقذائف المدمرة يشعر بهزات داخلية ورعبا نفسيا ووجود كل هذه الفتاوئ
والتحاليل المؤيدة للحرب بمثابة الدعم النفسي للمقاتل وكذا بالتاكيد وحدات
متخصصة تتابع كل طيار بشكل يومي وهناك محفزات ومغريات مادية كثيرة تلعب
كمخدر مؤقت ولكن بعد نهاية الحرب تكون الكوارث على هؤلاء وتحدث الازمات
النفسية وتأنيب الضمير وتؤدي احيانا للصرع والعنف والإكتئاب وكما حدث
للطيارين الامريكان والكثير من جنودهم امراض نفسية مستعصية وحالات انتحار
وغيرها، لكل حرب فاتورة مكلفة ليس الضحية فقط من يدفع، المشترك والجندي
والطيار المهاجم من يصب حمم الموت والدمار يدفع ايضا ثمنا قد يكلفه سعادته
وحياته، وجود مشائخ لرقية الطيارين في هذه الحرب لا ادري ربما يحدث هذا
فالرقية موجودة ومعمول بها في السعودية وتوجد بها عيادات متخصصة للعلاج
الروحاني واستخراج الجن ويأتي هذه العيادات الناس من مختلف الاوساط قد تجد
رجلا عسكريا اوسياسيا اومثقفا يؤمن بها وقد تكون الرقية للطيارين كنوع من
الدعم النفسي فهذه حرب مختلفة رصدت لها امكانيات ماهولة واستخدمت فيها كل
الوسائل الغير شرعية وكافة انواع التضليل للحصول على تأييد والحكم بشرعيتها
ولا يجب ان نستبعد استخدام اي وسيلة.”
إرسال تعليق