0
طالما كانت "الشناشيل" حاضرة في المدونة الأدبية والفنية العراقية المعاصرة، بدءا من قصيدة بدر شاكر السياب "شناشيل ابنة الجلبي" إلى أشعار عبد الرزاق عبد الواحد، واللوحات التشكيلية والأعمال النحتية للفنانين العراقيين، هذا الطراز المعماري الذي طبع بيوت العراق -لاسيما في بغداد والبصرة- يعاني اليوم من عدم الاهتمام والتآكل والقِدم.
بين الأزقة الضيقة في سوق حنين بحي "التوراة" التابع لمنطقة "قنبر علي" في جانب الرصافة بالعاصمة بغداد، تقتادك رائحة خشب الساج الرطبة المنبعثة من واجهات تلك المنازل المبنية من الخشب والزجاج، أو "الشناشيل" كما تعرف في اللهجة العراقية.
في هذه المنازل -التي ترتبط في الذاكرة العراقية بسحر أنغام آلة المربع والمقام البغدادي، ورائحة الشاي العراقي، وعبق الماضي البغدادي الجميل- تبنى الشناشيل (مفردها شنشنول) -أو الشرفات الخشبية المزخرفة هندسيا بالرسم على الزجاج- لتعمل على إبراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفه على شكل شرفة معلقة بارزة إلى الأمام.
وتمتاز مناطق الشناشيل -وهي في أغلبها اليوم أحياء شعبية تهيمن عليها روح التقاليد المحافظة- بالبساطة التي تجدها متجسدة في النساء اللاتي يفترشن عتبات تلك البيوت، فيما تقوم الفتيات بالنظر إلى المارة في الشارع من خلف نوافذ الشناشيل الخشبية المرصعة بالزجاج الملون، والتي صممت كالشرفة للتقارب مع البيوت الأخرى.

إرسال تعليق

 
Top