0
تبعد تلال حمرين نحو 90 كم شمال شرق بعقوبة، و50 كم شرق العظيم، و20 كم جنوب ناحياتي السعدية وجلولاء، وتبلغ مساحتها 50 كم مربع، وتسكنها الكثير من القبائل، منهم عشيرة الجبور وبني ويس وعشيرة الزكركوش، وتضم سد حمرين ومحطة المنصورية الكهربائية الغازية. وعند وصول القافلة إلى مدخل المنطقة، قرب قرية حمرين تحديداً، كانت بصمات تنظيم (داعش) واضحة، حيث البيوت المدمرة التي هجرها أهلها وقام (الدواعش) بتفخيخها وتفجيرها، ومساحات الأراضي الزراعية التي تم إغراقها من قبل التنظيم لإعاقة تقدم القوات الأمنية.
كما لوحظ الانتشار الكثيف لفصائل الحشد الشعبي، من حركة أهل الحق، منظمة بدر وسرايا السلام، فضلاً عن القوات الأمنية من جيش وشرطة.
وعند الدخول أكثر إلى عمق التلال، يمكن ملاحظة الآليات المعدات المدمرة التي تدل على "الهزيمة النكراء" التي تكبدها( داعش)، على يد طيران الجيش العراقي، ومقاتلي الحشد الشعبي والقوات الأمنية.
توقفت القافلة عند مقر اللواء الرابع للتدخل السريع، بعد أن تمكنت قوات الحشد الشعبي من تحرير أكثر من سبعة كيلومترات من سد حمرين باتجاه منطقة الصدور وسدة الصدور، التي تعد أحد أهم المصادر الرئيسة للمياه في مناطق المقدادية وبلدروز وقرى المنصورية وقضاء الخالص، وتم مسك الأرض فيها من قبل الجيش العراقي.
المحطة الثانية كانت سدة الصدور المائية، وهي المصدر الرئيس للمياه لمناطق شمالي ديالى وشمال شرقيها، التي تاخر تحريرها لوجود الكثير من العبوات الناسفة وانتشار القناصين بكثافه في أعلى المناطق، ومنها تله تعرف باسم أحد رموز النظام السابق، وهو حسين كامل، حيث توجد فيها دار تابعه له.
عقيدة ومعنويات عالية
بعد ان انهى الجهد الهندسي التابع للجيش العراقي تفكيك العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم (داعش) على طول الطريق الرابط بين سدة حمرين وسلسلة الجبال باتجاه سدة الصدور، والسيطرة على المساحة الأكبر من المنطقة، اتجهت القافلة صوب التلال التي تمركز أفراد القوات الأمنية فيها، لا تفصل إلا بضعة مئات من الأمتار عن منطقه توكل، التي تقع فيها سدة الصدور التي تم تحريها، كانت قطعات الجيش العراقي تمسك الأرض بعدد كبير ومعنويات عالية جداً، حيث كانت متأهبة ومدربة بما لا يتيح تعرضها للخرق مرة أخرى، وكانت قوات الحشد الشعبي تساندها.
ويقول المقاتل سيد حامد، من قوات الحشد الشعبي التابعة لمنظمة بدر، في حديثه إلى (المدى برس)، إن "قوات الجيش والحشد الشعبي خاضت معارك طاحنة كبدت فيها عصابات داعش خسائر كبيرة في الأروح وطردتها من المنطقة"، ويشير إلى أن "القوات المشتركة أصحبت تسيطر على أغلب التلال المشرفة على منطقه توكل".
ومع ان المعلن ان سلسلة جبال حمرين قد حررت بالكامل من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي، كما أذيع في وسائل الإعلام، لكن حقيقة الأمر لم تكن كذلك ، فعند وصولنا إلى المنطقة الفاصلة بين تلال حمرين وسدة الصدور، وجدنا القوات المشتركة على أهبة الاستعداد للهجوم.
ويقول عدنان التميمي، وهو أحد قيادات الحشد الشعبي، من منظمه بدر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "القوات المشتركة تستعد للهجوم على شراذم داعش لطردها من أراضي ديالى".
وعند سؤاله عن دور قوات الحشد الشعبي في تحرير تلال حمرين والمناطق المحيطة بها، رد أن تلك "المنطقة تعتبر من أخطر المناطق في العراق لأنها طالما كانت مركزاً استراتيجياً للإرهابيين وحاضنة لتنظيم القاعدة فيها معسكراته للتدريب، ولم تتمكن القوات الأمنية خلال السنوات المنصرمة من دخولها بسبب طبيعتها الجغرافية وكثافة البساتين فيها وما يقابلها من منطقة صحراوية مفتوحة عقدت من إمكانية اقتحامها"، ويضيف أن "قوات الحشد الشعبي درست المنطقة ووضعت خطة محكمة لاقتحامها، حيث تم تقسيم المناطق بين فصائل المقاومة والأجهزة الأمنية، وتم دخولها من وسطها لقطع خطوط الامدادات عن العدو وعزل منطقة بحيرة حمرين".
ويوضح التميمي، "بعدها بدأت القوات المشتركة باختراق صفوف العدو عن طريق الجهد الاستخباري في بادئ الأمر، ومن ثم انطلق أبطال الحشد الشعبي والقوات الأمنية، حيث تمكنوا خلال ساعات معدودة من قطع خطوط الإمدادات عن العدو التي كان يعتمد عليها في مواجهة القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي، وتم تحرير أكثر من سبعة كيلومترات ومسك الأرض".
ويتابع المقاتل من منظمة بدر، أن "العبوات الناسفة والمنازل المفخخة وانتشار القناصين في أماكن مرتفعة، أكثر ما عرقل تقدم القوات المشتركة التي كانت تريد تحقيق النصر بأقل تضحيات ممكنة".
دعوة لفضح انتهاكات داعش
من جانبه يقول قائد شرطة ديالى، الفريق الركن جميل الشمري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحملة لتطهير مناطق حمرين مستمرة حيث لم يتبق منها إلا عشرات الأمتار تفصل القوات المشتركة عن سدة الصدور التي تعتبر أهم مصادر المياه للمحافظة"، ويضيف أن "طبيعة الأرض وكثرة التلال والوديان فيها وتمركز قناصي داعش في أماكن مرتفعة يعيق من سرعة حركة مقاتلي الحشد الشعبي والقوات الأمنية".
ويطالب الشمري، المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ضرورة "تسليط الضوء على الانتهاكات البشعة التي ارتكبها داعش بحق آلاف الأسر داخل المحافظة"، ويؤكد أن "ملف جرائم عصابات ذلك التنظيم ينبغي أن توضح للعالم أجمع لتعطي صورة متكاملة عن معنى الإرهاب والتطرف".
ويستطرد قائد شرطة ديالى، أن "تنظيم داعش ارتكب جرائم مروعة وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، من اعدامات وخطف وتفجير للمنازل وإرغام آلاف الأسر على النزوح القسري، ما يقتضي التوثيق وعدها جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية"، ويدعو وسائل الإعلام لاسيما المحلية، إلى "أخذ دورها في هذا المجال لكشف حقيقة ذلك التنظيم الإرهابي".
ويؤكد الشمري، "استعداد قيادة شرطة ديالى التعاون مع المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام لتأمين لقاءات مع ذوي ضحايا إرهاب داعش، وزيارة المناطق التي تعرضت لتدمير واسع".
(داعش) يعاني من انهيار المعنويات
إلى ذلك يقول رئيس مجلس محافظة ديالى، القيادي في منظمة بدر، مثنى التميمي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الكثير من حالات الهرب سجلت لعناصر تنظيم داعش الإرهابي من بعض المناطق التي حوصروا فيها في ديالى".
ويضيف التميمي، أن "عناصرا داعش أخذوا يتسربون ليلاً من المناطق التي كانوا يتواجدون فيها، بعد حلاقة ذقونهم وتغيير ملابسهم، والتواري عن أنظار مسؤوليهم، ليهربوا إلى مناطق تقع خارج سيطرة التنظيم"، ويعزوا ذلك إلى "الانهيار الواضح في معنويات عناصر التنظيم في ديالى بفعل الضربات النوعية التي تلقوها على يد القوات الأمنية والحشد الشعبي، وقتل العديد منهم والحصار الخانق على من تبقى منهم وقطع طرق الإمداد الذي تسبب بنقص واضح في المواد اللوجستية للتنظيم".
ويؤكد رئيس مجلس محافظة ديالى، على "عزم القوات الأمنية مواصلة ضرباتها الموجعة وعملياتها النوعية ضد داعش لتطهير مناطق ديالى كلها من دنسه".

إرسال تعليق

 
Top