0

أكد الباحث الإيراني المتخصص في الشؤون العربية محمد صالح صادقيان في حوار مع فرانس 24 أن الاتفاق الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في فيينا الثلاثاء بشأن برنامجها النووي سيضع حدا للصراع بين الجمهورية الإسلامية والغرب. وقال إنه سيقوي معسكر الإصلاحيين في إيران، وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني، وسيساعدهم على قلب ميزان القوة داخل البرلمان الإيراني بمناسبة الانتخابات البرلمانية في 2016. 


فرانس24: ما هي انعكاسات الاتفاق بين إيران والدول الكبرى على الوضع السياسي داخل إيران؟
إيران، بهذا الاتفاق، حققت إنجازا كبيرا على المستوى السياسي والدبلوماسي. الرئيس حسن روحاني المنتخب في 2013 كان وعد خلال الحملة الانتخابية بأنه سيبذل قصارى جهده لإنهاء الصراع بين بلاده والغرب والنهوض بالبلاد. واليوم نرى أنه بدأ في تحقيق وعده.

روحاني صرح الثلاثاء بأن الاتفاق لن يكون نهاية التعاون مع الغرب والأسرة الدولية بل بالعكس، سيكون بداية التعاون لحل المشاكل الإقليمية. 
المرحلة المقبلة ستشهد تحركا أكبر للدبلوماسية الإيرانية، ومرحلة ما بعد الاتفاق ستختلف بطبيعة الحال عن مرحلة ما قبل الاتفاق، لأنه سيتم فتح كل الملفات العالقة بين إيران والمجتمع الدولي والعربي مع الرغبة في حل جميع المشاكل.

وأما في الداخل، فسيوفر الاتفاق للتيار المعتدل الذي يمثله حسن روحاني قوة أكبر وسينعكس بالإيجاب على الانتخابات البرلمانية المقررة في فبراير/شباط 2016 لكي يحصل هذا التيار على الأغلبية في هذا البرلمان الذي يسيطر عليه الأصوليون.

ما هي العواقب المحتملة لهذا الاتفاق على دول المنطقة، مثل السعودية وإسرائيل؟
الدولة الوحيدة المتضررة من الاتفاق هي إسرائيل. أما السعودية فلن تتضرر. في الحقيقة هناك متغير جديد في المنطقة سيدفع بإيران إلى مواجهة المشاكل التي تحدق بالمنطقة، سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو جيوسياسية، وبالتالي هذا سيدفعها إلى التفاهم والتحاور مع السعودية لإشراك جهودها من أجل حل تلك المشاكل عوضا عن التصارع فيما بينهما.هل تراجعت إيران بموجب الاتفاق مع الدول الكبرى عن رغبتها في الحصول على السلاح النووي؟
منذ البداية، لم تكن إيران ترغب في كسب السلاح النووي، وحاولت مرارا أن تقنع الدول الغربية بذلك. لذا الاتفاق الذي وقعته مع القوى الكبرى يمكن أن يقرأ على أن الدبلوماسية الإيرانية تمكنت في نهاية المطاف من إقناع العالم بسلمية برنامجها النووي وبعدم رغبتها في الحصول على السلاح النووي.

من جهة أخرى، طهران عندما رضخت للمراقبة التي فرضتها الدول العظمى على منشآتها النووية انطلقت من معتقد أنها لا تريد أصلا إنتاج السلاح النووي. لذا يمكنني أن أقول أن هذا الاتفاق رابح بالنسبة لطهران ورابح أيضا بالنسبة للغرب. فلا يوجد هناك خاسر.

كيف تنظر إلى العلاقات الأمريكية-الإيرانية في المستقبل القريب؟
الاتفاق سيوفر فرصة جيدة لطهران لبناء علاقة جديدة ومتجددة مع واشنطن، والتنسيق والتعاون لمواجهة المشاكل الأمنية التي تحدق بالمنطقة، لاسيما الأمنية منها. أكثر من ذلك، هناك حسن النية من طرف الجانبين لطي صفحة الماضي والتطلع إلى مستقبل زاهر. الاتفاق النووي سيسمح لإيران بالمشاركة في محاربة "داعش" واستتباب الأمن في العراق وفي العديد من المناطق التي تشهد توترا امنيا مخيفا.

لكن يجب الإشارة إلى أن الثوابت التي تتمسك بها إيران لغاية الآن، وهي مساندة نظام الأسد و"حزب الله" و"حماس" لن تتغير ولو بقليل، فهذه الثوابت ليست مرهونة بالاتفاق النووي بل هي تشكل جزء من الدبلوماسية الإيرانية في الخارج.

إرسال تعليق

 
Top