0

هاجم النائب السابق طه اللهيبي، سياسيون "سُنة" اعتبرهم "خونة لأهل السُنة ولقضيتهم"، في إشارة منه الى المشاركين في العملية السياسية من نخب المكون السني الذي يشاركون في العملية السياسية، فيما اعتبر ان "الحكومة ترعى الإرهاب وتذكي نار الفتنة وتهمّش أهل السنة، وتنكّل بهم".

وطالب اللهيبي عبر بيان ما يسمى "الحراك الشعبي السني"، أهل السُنّة بكافة أطيافهم الى "عقد اجتماع طارئ للعمل على إخراج مشروع، يُنقذ من تبقى من أهل السنة في العراق"، على حد تعبير البيان.

ووصف اللهيبي، زعماء "سنّة" من دون ان يسميهم، بانهم "مجموعة من المتسلقين على أكتاف أهل السُنة بمشاريع خيانة وتآمر يسوقها الإعلام الفاسد، على أنها مشاريع تُمثّل محافظات أهل السُنّة المنكوبة".

ووصف الليبي أولئك بانهم "حِفنة زعمت أنها تُمثّل عشائرَ الأنبار وأخذت تدعوا (حزب الله) و (الحشد) للتدخل في الأنبار لمحاربة داعش"، في إشارة منه الى مقاتلي العشائر بالأنبار الذين اعلنوا انهم سيدعون المرجعية الدينية بالنجف، الى اصدار فتوى لمشاركة الحشد الشعبي في عمليات تطهير الأنبار من الإرهاب.

وعُرف اللهيبي، بدعواته الانفصالية وسعيه الى التأليب على الطائفية، بعد تحالفه مع صالح الميزان ورجل الاعمال خميس الخنجر، وعدد من السياسيين من أصحاب الدعوات الطائفية، التي كانت أحد أسباب تنامي نفوذ داعش في العراق.

ودأبت أطراف سياسية على تصريحات تثير الفتنة الطائفية، وتستهين بالجيش العراقي، والحشد الشعبي، الذي يقاتل تنظيم داعش الإرهابي.

وشهد 2014 انضمام الآلاف من المقاتلين الى فصائل الحشد التي قاتلت الجماعات الإرهابية، الى جانب الجيش العراقي. كما شهد 2014 انتصارات كبيرة للجيش في "جرف النصر"، وصلاح الدين، وديالى والانبار، ومناطق أخرى، بعد دعوة الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية، بعد احتلال الموصل في العاشر من حزيران الماضي.

وأدّت الانتصارات التي حققها الجيش العراقي، وفصائل الحشد، الى تفكير دول إقليمية في السعي الى إبقاء داعش أطول مدة ممكنة في العراق وسوريا، بعد تحجيمه، وقصّ اجنحته عن الطيران الى اوربا والدول المجاورة الأخرى لاسيما الخليجية، وتعمل اطراف في داخل العملية السياسية على تمرير مثل هذا المخطط عبر إعاقة الجيش وفصائل الحشد عن دورهم الحقيقي، ما جعلهم في عاصفة تسقيط سياسية وإعلامية هوجاء، وهو ما أكده النائب عن "التحالف الوطني" علي العلاق، في منتصف كانون الثاني، عن أن "الحشد الشعبي يتعرض لحملة تسقيط اعلامية مدفوعة الثمن من اطراف خارجية، تستهدف انتصاراته وتضحياته التي يقدمها دفاعا عن الوطن والمقدسات"، مشيرا الى ان "هذه الحملات لن تثنيه عن مواصلة كفاحه في طرد العصابات الاجرامية ومساندة الجيش".

 وتهجّم اللهيبي في وقت سابق على الرموز الدينية للشيعة، وحيث لم يرد عليه أحد تمادى في غيّه، ليهاجم الشعائر الحسينية في صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي تحمل اسمه، بالقول انها "لإثارة الفتنة الطائفية وتشويه صورة الإسلام".

وقال الكاتب والاعلامي قاسم موزان في حديث لـ"المسلة" ان "عقلية النائب هي نتاج تراكمي من الكراهية للطرف الآخر بمسوغات تراثية عقيمة بحكم بيئة منغلقة لم تتسع للمصالحة مع ذاتها".

 وتثير تصريحات اللهيبي الاسئلة عن سياسيين يعانون من حالة انفصام مع الواقع، ففي الوقت الذي يتوجّب عليهم التلاحم مع ابناء وطنهم لطرد الارهاب، فانهم يشغلون انفسهم ومجتمعاتهم في عقد تاريخية، تؤدي الى اشعال الفتنة والكراهية الدينية.

 وكان تصريح النائب طه اللهيبي الذي ارجع فيه أصول أهالي الجنوب، ولاسيما محافظة العمارة الى اصول هندية، أثار امتعاضا كبيرا بين العراقيين، وفيما طالب البعض بمحاسبته لإثارته الفتنة الطائفية، وجهره بتصريحات عنصرية، دعا البعض الآخر الى تجاهله، لانه يمثل سلوكا "منحرفا"، لا يتوجب الالتفات اليه. وفي حين رد اعلاميون وناشطون ومدونون عليه، سخر آخرون من تصريحاته.


إرسال تعليق

 
Top