0

لم تتوقع القوات الامنية العراقية، والقوات المساندة لها من الحشد الشعبي، ان تكون هناك بقايا لتنظيم ما يُعرف بـ"دولة الخلافة"، في محافظة صلاح الدين (ِشمالي العراق)، التي هاجمت الاسبوع الماضي قضاء سامراء، الذي يضم مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام، اللذان تعرضا الى تفجير بداية العام 2006، والتي كانت انطلاقة الحرب الاهلية في بلاد الرافدين.
قرية الحويش المتصلة بجزيرة الثرثاء من الجهة الغربية لقضاء سامراء، كانت من القرى الموجودة على اطراف القضاء التي لم تُطهر من تنظيم "البغدادي"، فركز التنظيم على تواجده في تلك القرية، التي اعادة خلال فترة قصيرة تنظيماته، وتجمع فيها عناصره الذين فروا من الهجمات التي شنتها القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي في بيجي وتكريت.
اما من جهة قرية "الجلام"، وهي المكان الذي ولد به زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي، كان للجغرافية الزراعية والطرق الوعرة والاشجار التي تحجب الرؤيا، سبباً في انطلاق اكثر من الف مقاتل منها، باتجاه قضاء سامراء، الذي تعرض الى هجمات، تمكنت القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي من التصدي لها، لكن هناك نقص في العتاد، تسبب بتقدم بسيط للدواعش، بحسب مصادر تحدثت لـ"الغد برس".
المصادر اشارت الى ان "انسحاب سرايا السلام (الجناح العسكري للتيار الصدري)، كان له الاثر السلبي في هذه الهجمة الجديدة على سامراء، وذلك لان العلاقة بين سكان تلك المناطق والقرى في اطراف سامراء مع عناصر (سرايا السلام)، كانت ايجابية، لكن الانسحاب و وصول قوات اخرى، احدث تذمراً لدى الاهالي، الذين شعروا بان الخطر قد يوحلهم، بعدما روج سياسيون عراقيون لذلك، ففضلوا الاحتماء بـ"داعش"، وتوفير الملاذ الامن له".
وكانت سرايا السلام، التابعة للتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، من القوى الشعبي التي حافظت على مدينة سامراء طوال الفترة السابقة، لكنها اتسحبت في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، بيد انها عادت خلال اليومين الماضيين، بدعوى جهادية من الصدر.
ابو زهراء الموسوي، مقاتل في كتائب حزب الله (العراقي)، في محافظة صلاح الدين، يقول لـ"الغد برس" ان "داعش الارهابي، يحاول اعادة ايجاد منافذ للسيطرة من جديد على المناطق التي هُزم منها، لكن هناك قوى دفاعية من القوات الحكومية والحشد الشعبي، أمنت المناطق، خاصة قضاء سامراء، وقضاء بلد (جنوبي صلاح الدين)".
ويضيف ان "التنظيم شعر بالخطر على معاقله في مدينة الموصل، التي ستتجه القوات اليها قريباً، فحاول ان يشتت الانظار ويشعل معارك في صلاح الدين، لكن الوضع مسيطر عليه".
ويشير ابو زهراء، الذي يتواجد في صلاح الدين، منذ شهر ونصف، الى ان "الوضع في قضاء سامراء مسيطر عليه بشكل كامل، والقوات الامنية والحشد الشعبي يتواجدون على اطراف القضاء وفي داخله، خاصة مرقدي الامامين العسكريين، مؤمنان بشكل كبير، رغم الضربات التي يشنها التنظيم عبر الهاونات والصواريخ، لكنها لم تحدث اي اضرار في الاماكن التي تسقط فيها، لأنها اماكن خالية من السكان والمقاتلين".
اما المصادر الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين، فتُشير الى ان "تنظيم البغدادي في حالة من الارتباك والزعزعة، لذلك لجأ الى اطراف الاقضية والنواحية، وعمد الى التواجد في قرى صغيرة، من اجل السيطرة عليها، لعدم وجود من يقاتله هناك، لكن هذا التواجد لم يدم طويلاً، فالمعلومات الاستخبارية، حدد اعداد واماكن التنظيم وقياداتها، ولم تتمكن المصادر لاسباب امنية من الكشف عن الاعداد، التي قالت عنها لم تتجاوز الالفي عنصر".
رجل الدين السُني، محمد السامرائي (والاسم مستعار)، احد أئمة جوامع سامراء، يتحدث لـ"الغد برس"، عن مصادر نقلت له، ان "داعش، كان ينوي الدخول الى قضاء سامراء، من اجل ان يقتل بعض العوائل الشيعية الموجودة هناك، ومحاولة اطلاق صواريخ على مرقد الامامين العسكريين، لكن القوات الامنية وقوات الحشد تصديتا لهذه الهجوم".
ويؤكد ان "داعش لن يُمثل اهل السُنة، وانما يريد ان يُبين للعالم بانه الراعي الرسمي لهم في العراق، وهو سندهم، لكن هذا غير صحيح، رغم وجود بعض رجال الدين الذين انخرطوا في صفوفه، لكن هذا لايعني ان داعش يُمثلنا، بل من يُمثلنا هم القوات العراقية والحشد الشعبي".
يشار إلى أن قوات الحشد الشعبي التي تكونت بناء على فتوى من المرجعية الدينية العليا في العراق ساهمت في تحرير عدد من المناطق التي كان يسيطر عليها الدواعش، مثل ناحية آمرلي وقضاء بيجي في صلاح الدين وجرف الصخر في بابل، إضافة إلى معارك متفرقة في ديالى وبغداد وكركوك.
يذكر أن القوات الامنية العراقية تخوض معارك طاحنة منذ اكثر من خمسة اشهر ضد عصابات داعش الإرهابية وبعض التنظيمات المتشددة الأخرى وكبدتهم خسائر كبيرة بمعاونة العشائر والحشد الشعبي وتمكنت من تحرير مناطق عدة، خصوصا بعد أن دخلت طائرات أم 35 والسيخوي الخدمة بالجيش العراقي، وسيما بعد ان هددت تلك المجاميع الامن والاقتصاد معا.

إرسال تعليق

 
Top